أخبار السودان :
حتى لايتمزق النسيج الاجتماعي اشلاء
ليست هذه هي المرة الاولي ، ونتمني ان تكون الأخيرة التي تتجدد فيها أحداث العنف بين المكونات الاجتماعية في النيل الأزرق ، فقد ضجت الولاية من جديد على وقع نشوب الاشتباكات الدامية بين الهوسا كمكون اجتماعي كبير في البلد لايمكن تجاوزه وغض الطرف عن دوره في الحياة الاجتماعية بالولاية ، والطرف الاخر في المعركة أصحاب الأرض اساسا ، وهم الفونج الذين لايمكن التغافل عن تأثر كل الأقليم بهم سلبا وايجابا.
نعلم جميعا أن اقتتالا شرسا وقع بين الاثنيتين من قبل ، وضاعت فيه أرواح ، وسفكت دماء ، وتم تخريب ممتلكات كبيرة ، وعلاوة على الخسائر الكبيرة في الأنفس ، وهي خسارة لاتقدر بثمن ، كانت هناك خسائر مادية فادحة ، سيدفع العديد من ابناء القبيلتين ثمنها لمدة طويلة ، ومع محاولات كثيرين التدخل كوسطاء ، وإنهاء حالة الاحتقان التي سبقت واعقبت الاحداث المؤسفة ، ومع توافق الطرفين وبحضور العديد من الشخصيات القومية من رجالات الإدارة الاهلية والمشيخات الدينية
وبعض الشخصيات ذات البعد القبلي والسياسى ، وتوافق الجميع على وضع حد لهذا الاقتتال العبثي ، رغم ذلك اندلعت الاحداث مجددا ، وسقط عشرات القتلى والجرحي منالطرفين ، فى عمل يمكن أن نصفه بالشيطاني الخبيث.
وبدأ في 13 أكتوبر الجاري، نزاع قبلي في مناطق تابعة لود الماحي بإقليم النيل الأزرق قادت لمقتل 13 شخصًا، لكن الصراع تفاقم أكثر ليل الأربعاء وفجر الخميس الماضيين ، ليودي بحياة 150 فردًا على الأقل ، وإصابة المئات وتشريد الآلاف.
ويُعد هذا النزاع امتدادا لأعمال عنف اندلعت في 15 يوليو ، بين قبيلة الهوسا وقبائل الفونج ، بعد إعلان الأولى رغبتها في إنشاء نظارة قبلية بالمنطقة وهذا ما قاد أهالي السلطنة الزرقاء لرفضه باعتبارهم أصحاب الأرض الأصليين.
نتمنى أن تنتهى هذه الدوامة المؤسفة ، ويضع الجميع السلاح جانبا ، ويعملوا يدا واحدة لبناء البلد ، ورتق النسيج الاجتماعي ، الذي يمكن أن يتمزق أشلاء لاسمح الله ان لم يتدارك الجميع الفتنة ، ويتجاوزوا عن كل ما مضي ، وصولا إلي الوئام المنشود.
سليمان منصور