أخبار السودان :
حادثة عطبرة تنبه لمكمن الخطر
بعد حادثة عطبرة الأخيرة واستهداف إفطار كتيبة البراء بواسطة طائرة انتحارية فان ما يلزم قوله ان الحرب يمكن أن تتوسع وتتخذ أشكالا عديدة ولابد من الانتباه لخطورة ذلك فتمدد الحرب ودخول وسائل جديدة إلى الصراع يعني تعقيد الأزمة وزيادة معاناة الناس وصعوبة الوصول إلى حل مما يعني ان خيار الاستمرار في الحرب ونفخ نارها وتاجيجها لايعود على الوطن والمواطن الا بمزيد من العناء ويفاقم المشكلة والمتضرر الأكبر هو المواطن المسكين في اقتصاده ومعاشه بل في امنه وحياته.
ومن المخاطر المحدقة بالمشهد عموما استعار الخلاف داخل الفريق الواحد لان هذا قد يؤدي إلى نقل الصدام إلى مناطق امنة وبعيدة عن محل الصراع حيث لاوجود فيها للطرفين المتصارعين وإنما فريق واحد يصارع نفسه ،. وخطورة هذا الأمر تكمن في ان الناس الذين لجأوا الى مناطق امنة باتوا هم أنفسهم عرضة للخطر في المواقع التي نشدوا فيها الامان ، وهذه حادثة عطبرة تشهد.
ويري تنظيم الضباط المتقاعدين ان الخطر الحقيقي يكمن في تسييس الجيش ومحاولة استغلاله لبلوغ مارب سياسيه ويحذرون من اثر ذلك على الناس.
وننقل ادناه بيانا يحذر من خطورة الخلاف داخل المؤسسة العسكرية ومايمكن ان يؤدي اليه هذا الأمر
القيادة المركزية العليا لضباط وضباط الصف والجنود المتقاعدين(تضامن) حول حادثة عطبرة، وخلاف الكباشي والعطا
بيان رقم 31
إن التطورات المستمرة والمتلاحقة طوال هذا الأسبوع- على صعيد الحرب العبثية – قد باتت تزيد المخاوف جراء ما يُنتج عنها، وما تفرزه من ضرر على وحدة القيادة بالقوات المسلحة، وهي ما تزال في حالة حرب عبثية ممتدة ومجهولة العواقب، وبالتالي قد ينجم من هذه التطورات حدوث مخاطر وخيمة بالغة الشدة على الأمن القومي للوطن.
إننا تابعنا مؤخرا خروج الخلاف بين القائمين على إدارة الحرب ليكون خلافا مكشوفا وفي علم الكافة ومثار لغط للرأي العام داخليا وخارجيا. إن كشف الكباشي في خطابه بالقضارف عن عدم رضائه من استغلال كتائب الحركة الإسلامية لبيئة الحرب قد قوبل برد معارض ولو مبطن من الفريق أول ياسر العطا أثناء مخاطبته لتجمع من القادة والجنود في أمدرمان.
لقد تزامن هذا الخلاف الجديد – وسط صمت قائد القوات المسلحة- مع استهداف طائرة مسيرة للإفطار الجماعي لكتائب البراء في عطبرة بالأمس. والذي أدى إلى مقتل وجرح عدد من اتباع التنظيم الايديولوجي التابع للقوات المسلحة.
إن الملاسنات بين الكباشي والعطا حول المقاومة الشعبية، وحملة الاستنفار لدعم القوات المسلحة، والتوصل للسلام، واختراق الجماعات الإسلامية للجيش، سيكون له تداعيات خطيرة على واقع الحرب المدمرة ومستقبل البلاد، خصوصا في وقت تضغط فيه قوى مدنية وإقليمية ودولية لوضع حد للحرب عبر استئناف التفاوض.
إننا في القيادة المركزية العليا لضباط وضباط الصف والجنود المتقاعدين (تضامن) نرى ان لا سبيل امام قيادة القوات المسلحة الا بالاحتكام إلى صوت العقل، والسعي الجاد لإيقاف الحرب، وإبعاد الجماعات الإسلامية المتطرفة، والتي تقف خلف الجيش لهدف واحد وهو إعادة حزب المؤتمر الوطني إلى السلطة مجدداً.
ونؤكد أن القتال بين طرفي الحرب، والذي راح ضحيته الآلاف من المواطنين، لن يقود إلا للمزيد من خراب بلادنا، وتهديد وحدة نسيجها الاجتماعي، وتدمير البنى المجتمعية. ولهذا يجب على الفريق أول البرهان أن يتحمل مسؤوليته كاملة، ومراعاة مصلحة البلاد العليا، عوضاً عن توظيف مكونه العسكري فيما يتعلق بإدارة الحرب، وذلك حتى يبقى مسيطرا على السلطة. ولعل ديدن سياسة البرهان ظل لا يتجاوز هذا المشهد الضار منذ ظهوره في المشهد السياسي، وهذا ما أدى إلى وصول البلاد إلى هذا الدرك من الاحتراب الذي دفع الشعب السوداني ثمنه الباهظ.
القيادة المركزية لضباط وضباط الصف
والجنود المتقاعدين (تضامن)
سليمان منصور