أخبار السودان :
توقف الحرب ضرورة لاتحتمل التأخير
في ذكري اندلاع الحرب نقول ان الدعوة لايقافها أصبحت مطلب غالب الناس ، ولايمكن ان يرفض هذه الدعوة الا شخص صاحب غرض او غير سوي ولايبالى بمعاناة الناس الذين ذاقوا الويلات ولم يعد بإمكانهم تحمل استمرارها سواء على المستوى الشخصي او العام ، فعلى مستوياتهم الشخصية ذاقوا الأمرين فالحرب قد افقرتهم ولم يعد باستطاعتهم الوفاء بالتزاماتهم المعيشية ولن نتحدث عن مصاريف العلاج والتعليم فتلك بنود غير مقدور عليها عند الكثيرين ونسأل الله أن لايحتاج احد الى مصاريف العلاج في هذه الظروف القاسية.، أما على المستوي العام فالبلد على حافة الانهيار ومهددة بالتشظى والله تعالى وحده العالم بما ستؤول اليه الأوضاع.
وفي بداية الحرب انطلق كثيرون من عواطفهم ومما تشتهيه أنفسهم وصدّقوا تصريحات قادة الجيش وبعض الناشطين الداعمين للجيش وظنوا أن الحرب ستكون ضربة خاطفة يتشتت بعدها الجنجويد في البوادي ويؤتى بقيادتهم مجندلة ويكون قد انتهي أمرها او مكبلة وتتم محاكمتها.
كثيرون أحسنوا الظن بالجيش وهو لم يكن اهلا منهم لذلك ، ولجهلهم ببواطن الأمور ، وعدم احاطتهم بمقدار ما حدث في الجيش من تخريب كانوا يظنون انه سينتصر حتما.
ونسبة لارتكاب الدعم السريع العديد من الجرائم بحق الأبرياء ووقوع اضرار بالغة بحق كثيرين فإنهم قد رأوا فيه المسؤول عن ما حاق بهم وهم في هذا محقين ولايمكن لومهم او توجيه انتقاد لهم فالدعم السريع امام أعينهم يسرق وينهب وينتهك المحرمات بل يقتل ويعتدى على الأعراض فكيف نطلب منهم ان ينتظروا بعيدا ويقولوا ان من أسس الدعم السريع ومكنه من الرقاب وسلحه هو المجرم الحقيقي ، فهذا الأمر لايعني الضحايا في شي ولايصح ان نطلب منهم ذلك فالدعم السريع امام أعينهم يمارس الاجرام.
ان تحميل الدعم السريع المسؤولية لايعني ابدا تبرئة الجيش من تهمة التقصير في أداء مهامه المطلوب منه تأمين الناس ودفع الخطر عنهم وهذا ما فشل فيه وبالتالى لم يعد محلا لاحترام احد ولايمكن قبول تبريراته الفطيرة ودفوعاته الهشة الغير منطقية ، وعليه فالدعم السريع مجرم معتد ظالم لايستحق دفاعا عنه والجيش فاشل مقصر في مهامه بعيد غير اهل للاحترام او القبول به.
والإسلاميون محل مسؤولية لتاسيسهم الدعم السريع وتوظيفهم له وتسليطه على أبناء السودان.
ان الدعوة لإيقاف الحرب لاتعني باي شكل تأييد الدعم السريع ومن يقول بتلازم ذلك اما جاهل او مغرض ، ولايمكن ابدا اتهام رافضي الحرب بأنهم خونة او متامرين على الوطن مساندين للمجرمين ومن يقول ذلك فقوله مردود عليه.
ان غياب القيادة السياسية الحقيقية وضعف القوى المدنية كل ذلك جعل من أصوات الرجرجة والغوغاء هي الأعلى إذ سيطروا على كل الوسائط وقطعوا الطريق أمام ذوي الخبرة والدراية من السياسيين والمثقفين الذين آثروا الاحتجاب وفضلوا الصمت على المشاركة في المهاترات فظن دعاة الحرب ذلك انتصارا فتمادوا في الهرجلة والصياح وانتقلوا مع قادة الجيش من وعد إلى آخر ومن حلم إلى هلوسة بذاكرة ذبابية وأحلام صبيانية حلّقت في واد بينما كان الواقع يعبر من وادٍ غير واديهم.
وبعد عام من الحرب وويلاتها أصبحت الدعوة لضرورة إيقافها امرا يحظي وبتاييد ودعم الكثيرين
ونخشي ان يتسلل اليأس إلى النفوس وأن يزداد التباين في المواقف حدةً. وأن يتوارى صوت العقل وينسحب حكماء القوم من المشهد بعد كل هذا الذي يحدث وحينها تلحق الخسارة بالبلد ككل وسيدفع الأبرياء الثمن.
سليمان منصور