أخبار السودان :
توحيد منابر التفاوض خطوة مهمة
لاشك ان كل جهة تدعي حرصها علي احلال السلام في السودان لها اجندتها الخاصة التي تسعى لتحقيقها ولو كانت هناك فرصة واحدة تستطيع بها تحقيق مصالحها لما توانت ، ولن يكون التفاتها الى احلال السلام امرا ذي بال.
ومن المعروف ان منبر جدة كأول مبادرة لجمع المتحاربين كانت ومازالت محط امال السودانيين للوصول الى توافق ينهي معاناتهم ويضع حدا لهذا العبث الذي يمضي فيه المتحاربون من غير انتباه لمعاناة الناس ومع منبر جدة برز الحديث عن منبر الإيقاد الذي رفضته قيادة الجيش وعملت على مهاجمته من اول يوم طرح فيه الحديث عن عمل له ، في محاولات احلال السلام ، وايضا جاء الحديث عن منبر مفترض لمجلس السلم والأمن الافريقي لكنه لم يكتمل ، وبعد ان أعلنت قيادة الجيش رايها الواضح في منبر الايقاد حدثت زيارات مؤخرا من الفريق البرهان الى كل من كينيا واثيوبيا وجيبوتي واريتريا ، ونقل موقع The East African ( ومقره كينيا ) عن مقربين من منظمي قمة “إيقاد” المقبلة القول إن العمل جارٍ لاحداث تغييرات في المسار السياسي الذي ستسلكه القمة نتيجة لتحركات الفريق أول عبد الفتاح البرهان الأخيرة في عدة دول أفريقية للتأثير على قرارات القمة.
واوضح تقرير الموقع أن البرهان ضغط خلال زياراته لكل من إثيوبيا و كينيا وجيبوتي وإريتريا أواخر نوفمبر المنصرم في اتجاه التراجع عن قرار المنظمة الذي اتخذته في يونيو الماضي والقاضي بتشكيل الرباعية المكونة من كينيا وجيبوتي وإثيوبيا وجنوب السودان من أجل التوسط في الحوار لايقاف الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأشار التقرير إلى أن البرهان حصل على موافقة الرئيس الكيني وليام روتو خلال إجتماعه الأخير معه بضرورة التركيز على منبر جدة والتخلص من مسألة تعدد المسارات.
ونقل الموقع عن دبلوماسي أفريقي القول إن قرارت قمة إيقاد لا يمكن الغاؤها إلا في قمة مشابهة، حسب تقاليد المنظمة.
ورجح التقرير أن تفسح إيقاد المجال لمنبر جدة لمواصلة الوساطة في الشأن السوداني نظراً للقبول الذي يحظى به المنبر لدى كلا الطرفين، بجانب تهديدات الحكومة السودانية بالإنسحاب من الإيقاد.
وأشار التقرير إلى أن الرباعية فشلت في تنظيم اجتماع بين قائدي الجيش والدعم السريع، لرفض البرهان الاجتماع بالمجرمين حسب تعبيره.
هذا وذكر الموقع أن تراجع إيقاد عن قرارها السابق حول السودان في القمة التي ستعقد في التاسع من ديسمبر الحالي سيمثل نصراً للفريق أول عبد الفتاح البرهان والحكومة التي يقودها الآن.
يذكر أن المسؤولين عن منبر جدة قد علقوا المفاوضات يوم الأحد إلى أجل غير مسمى نتيجة لفشل مساعي التسوية بين الطرفين.
ونقول ان توحيد منابر التفاوض يسهم بلا شك في السير بشكل افضل نحو تحقيق السلام.
سليمان منصور