أخبار السودان :
تفويض الجيش باطل
تداول الكثيرون وعلى نطاق واسع الدعوة لخروج الناس في مظاهرات تعلن تأييد الجيش في الحرب الحالية ، وتذهب الدعوة إلى أبعد من ذلك باعلانها الرغبة في إعلان الناس تفويضهم للجيش ، ليتمكن عبر هذا التفويض من إدارة الأوضاع في البلد ، وإعطاء هذه الخطوة شرعية لحكم العسكر.
وهذا الكلام – أعني تفويض الجيش لتولي الحكم – يعتبر وأدا لحلم السودانيين بالتحول الى الحكم المدني ، واجهاضا للثورة وتضحيات الثوار ، واستهانة بالدماء التي قدمت مهرا للحرية ولجراحات وعذابات الناس في هذا الباب ، وايضا عدم مراعاة لمشاعر اهالي المفقودين.
إن الشعب قد خرج منتفضا على الحكم الشمولي واسقط الدكتاتور المستبد عمر البشير ونظامه الفاسد ، كما أسقط من قبل الطاغية جعفر نميري ونظامه الفاشي ، و الطاغية ابراهيم عبود ونظامه الباطش ، وهذا الشعب قد اختار شكل الحكم ، وحدد المدنية كخيار لارجعة عنه ، وقال بصريح العبارة يلزم حل الجنجويد ورجوع الجيش الي ثكناته ، فكيف والحال هذه يريدون منا ان نعطي الجيش شرعية يتحكم بها فينا.؟ كلا ، والف كلا.
ومن جميل ما قرأت في الاعتراض على هذه الدعوة الغريبة ما نسب إلى الأديب الكبير الاستاذ عبد العزيز بركة ساكن ، وننقل أدناه ما نسب اليه باعتباره كلاما جميلا ويعبر عنا.
كتب ساكن :
تفويض الجيش: باطل أُريد به باطل.
أولا: إذا أردت أن تفوض الجيش من أجل الدفاع عن الأرض، فهذا عمل الجيش، ولا يحتاج لأي تفويض من أي كان.
ثانيا: إذا أردت تفويضة من أجل أن يحكمك، فقد حكمك منذ الاستقلال إلى اليوم، ما هي المحصلة، سوى الخراب، لأن مكان الجيش هو الثكنات ليس دواوين الحكم لسياسية.
ثالثا: إذا اردت من وراء تفويض الجيش الاحتماء بندقية العسكر من أجل حكم شمولي، فقد فعلها قبلك حزب الأمة الذي أتي بالديكتاتور عبود، وعملها الشيوعيون الذين أتوا بالديكتاتور نميري، وعملها الاسلاميون الذي أتوا الديكتاتور عمر البشير!!
ولم يكن عهدهم سوى الدم والصديد والرصاص والجوع.
إذا كان لديك أسباب أخرى لذلك، الرجاء أفدنا بالشرح.
سليمان منصور