أخبار السودان :
تعثر جديد للنفوذ الفرنسى في افريقيا
والمنطقة لما تهدا بعد في النيجر ، بل هناك نذر حرب ربما تندلع في اي لحظة بين معسكرين بلغ بينهما الاصطفاف ذروته ، وفرنسا هي الأقرب لخسارة ماتبقي لها من نفوذ في غرب القارة ، في هذا الوقت ياتي انقلاب الغابون والاطاحة بالرئيس على بونغو ، الذي ورث والده عمر بونغو المتوفي عام 2019 وانتخب رئيسا للغابون بنسبة 42٪ من الاصوات واستمر في الحكم حتي وقوع هذا الانقلاب الذي انهي هيمنة اسرة ال بنغو على حكم الغابون منذ العام 1967
هذا الانقلاب الذي وقع عمق ازمة فرنسا في المنطقة ، اذ انه يمهد الطريق امام فقدانها المزيد من المناطق التي ظلت تبسط نفوذها عليها منذ ايام الاحتلال ، ولم تنل هذه البلدان استقلالها بصورة حقيقية ، وانما احتفظ الاستعمار الفرنسي بسيطرته ونفوذه علي هذه البلدان بواسطة حكومات تدين بالولاء التام للمستعمر ، ولاتهتم بحقوق شعوبها ، ولا تلقي بالا لتطلعات جماهيرها ومطالبها ، انما تمكن المستعمر من الابقاء على نفوذه وسيطرته قائمين مقابل ان يوفر لهم الحماية التي تضمن لهم استمرار تربعهم على العرش ، ومواصلة حكمهم ، دون اعطاء اي اعتبار لاراء الناس في هذه البلدان.
وتعتبر اسرة بونغو من الحكام الذين يدينون بالولاء لفرنسا ، ويرغبون في مواصلة حكمهم لبلادهم دون مراعاة لراي شعبهم في ذلك ، ويعتبر التغيير الذي وقع في الغابون خصما على المصالح الفرنسية في البلد وعموم القارة.
ومن المعروف ارتباط الغابون بعلاقات قوية مع فرنسا ، اذ تُعَدّ من الأسواق الرئيسية للشركات الفرنسية في أفريقيا ، وهو ما يبرر تراجع الأسهم المتداولة في بورصة باريس عقب إعلان الانقلاب العسكري ، وإعلان شركة التعدين الفرنسية إراميت، التي تملك وحدة كوميلوغ Comilog لإنتاج المنغنيز عالي الجودة في الغابون أنها علقت جميع عملياتها في البلاد ، في أعقاب هذه التطورات.
وقال متحدث باسم الشركة لرويترز: “بدءاً من هذا الصباح، عُلِّقَت كل عمليات كوميلوغ وستراغ، فضلاً عن وقف عمليات النقل عبر السكك .
وما إن اعلنت شركة التعدين الفرنسية “إراميت”، تعليق جميع عملياتها في الغابون ، في أعقاب الانقلاب حتى هوى سهمها بنسبة عالية بلغت 18% إلى 62.45 يورو، وهو مرشح لمزيد من التدهور.
وهذا احد وجوه خسارة باريس نفوذها في الغابون وهو ما يمكن ان يزيد ، وتبعا له تتعقد ازمة فرنسا بشكل اكبر ، وتتعرض للمزيد من الخسائر على مختلف الاصعدة
سليمان منصور