أخبار السودان :
تصويب صهيوامريكى على غوتيريش
بنبرة حادة ولهجة صارمة جاء الرد الصهيو امريكي على تصريحات
الأمين العام للأمم المتحدة انطوني غوتيريتش ، الذي وقف منتقدا العنف الاسرائيلى المفرط في غزة ، وقال في حديثه امام مجلس الأمن ان النساء والأطفال هم أكثر من نصف ضحايا القصف المتواصل على غزة.
مطالبا بضرورة إيصال العون والمساعدات الإنسانية الى المدنيين المتضررين.
وما ان تداولت وسائل الإعلام تصريح الامين للامم المتحدة ، الا واشتد النعيق والزعيق الاسرائيلى ، وتمت مهاجمة غوتيريتش بشدة ، بل ذهب اللوبي الصهيوني في الغرب الى مواصلة الضغط لاجبار الرجل على تقديم استقالته، حيث طلب منه ذلك صراحة ، الامر الذي اضطره الى التراجع والخضوع ، مسجلا بذلك موقفا غير اخلاقي وغير محترم ، وهو يتحدث عن استغرابه من عدم فهم كلامه ، وتحويله عن معناه بحسب قوله ، اذ صرح قائلا : صدمت من إساءة فهم تصريحي في مجلس الأمن .
وكان غوتيريتش قد قال ان المجزرة التي وقعت في غلاف غزة لم تحدث من فراغ ، وهو كلام واضح وصريح في ادانة إسرائيل ، واشارة الى ان تراكم جرائمها سبب في الانفجار الذي حدث ، وعلى من لايقبلون بردة فعل الفلسطينيين ويرونها عنيفة ، عليهم ان ينتقدوا الاسباب التي دعت إليها.
وقد عبرت إسرائيل عن غضبها من هذا الكلام ، مما دفع ألمانيا الى اعلان دعمها للأمين العام للأمم المتحدة ، ورفض الضغط الذي يتعرض له من قبل إسرائيل ، على الرغم من كون برلين ضمن المؤيدين لإسرائيل بشكل عام ، وفي عدوانها الدموي المتوحش الان على المدنيين الفلسطينيين.
غوتيريتش خرج بتصريح يحاول ان يعدل به كلامه الأول ، وبدا راضخا لاسرائيل ، مستسلما طالبا رضاها ، وهو يقول : تحدثت عن مظالم الشعب الفلسطيني ، وقلت إنها لا تبرر الهجمات المروعة التي شنتها حماس ، ويحاول الرجل ان يبدو بمظهر المتوازن ، وهو يقول هذا الكلام.
الامين العام للامم المتحدة ، ومن خلال منصبه ، يضطر خوفا او طمعا ، او الاثتين معا الى التنازل عن كلامه ، الذي على الرغم من عدم كفايته لم يستطع الثبات عليه ، مما يصح ان يوصف انه رجل ليس بقامة منصبه ، لكن نعود ونقول ان المنظمة الاممية بل النظام العالمي كله ظالم باطش منافق لايعتد به اصلا.
سليمان منصور