أخبار السودان :
تركيا والصومال آفاق التعاون واثاره
تحدثنا في حلقتين ماضيتين عن العلاقات التركية الأفريقية وسعي انقرة إلى تطوير علاقاتها السياسية والاقتصادية مع القارة التي تعتبر سوقا مهما يتسابق اليه الكثيرون.
ونشير اليوم إلى علاقات تركيا مع الصومال كنموذج لدورها في أفريقيا.
لقد اهتمت تركيا بالصومال خصوصا وان علاقاتهما تعودإلى عهد الدولة العثمانية.
ومع تراجع مكانة تركيا عالميا تراجعت علاقاتها مع عديد الدول ومنها الصومال إذ انكفأت تركيا اتاتورك على نفسها ومع تفكير انقرة لاحقا في تطوير علاقتها بالصومال جاءت الحرب الأهلية في هذا البلد لتؤخر التوجه التركي فتم إغلاق السفارة في مقديشو عام 1991 ليعاد فتحها عام 2011 ودفعت الخطوة العلاقة للأمام.
وبلغت المساعدات التركية نحو مليار دولار في السنوات الماضية وارتفع التبادل التجاري وسيواصل الارتفاع.
وتوسع العمل الخيري التركي في
الصومال فأُقيمت المستشفيات والمدارس، وأسهمت تركيا بقدر كبير في بناء المطارات والموانئ والطرق، كما قامت ببناء مبانٍ حكومية كثيرة. ومع كل ذلك، فتحت جامعاتها لآلاف الطلاب الصوماليين، وتكفلت بمصروفهم الدراسي، الأمر الذي عزز مكانتها عند الصوماليين.
ووقع البلدان مؤخرا اتفاقية للتعاون الدفاعي والاقتصادي مدتها 10 سنوات، بُنيت على محورين متجاورين؛ محور عسكري ومحور اقتصادي.
وبموجب هذه الاتفاقية، ستتمدد تركيا على كل الساحل الصومالي البالغ طوله نحو 3 آلاف كلم ويمتد من كينيا جنوباً إلى جيبوتي شمالاً، وستضطلع بحمايته عبر قواتها البحرية بسفنها الحربية وبجنودها، وستعزز دورها في إدارة الموانئ البحرية الصومالية التي بدأتها بإدارة ميناء مقديشو عام 2014.
وسيوطّد الاتفاق كذلك الوجود العسكري التركي في الصومال والمنطقة، والذي تمثله قاعدة عسكرية أنشأتها تركيا عام 2017، وظلت تقدم من خلالها دعماً عسكرياً للجيش الصومالي يتمثل في عمليات التدريب والتسليح. وقد تمكنت هذه القاعدة من تدريب وتأهيل 10 آلاف من أفراد الجيش الصومالي، وتمكنت من فتح أسواق أفريقية لمنتجاتها العسكرية المختلفة.
سليمان منصور