أخبار السودان :
تدخل اسرائيل يعقد المشهد السوداني
إسرائيل التي تقف ضد ارادة الشعوب في نيل حريتها واستقلالها ، وتعتدي على الأبرياء ، وتقتل المدنيين ، وترتكب الجرائم البشعة ، والتي يرفضها اي حر شريف صاحب ضمير حي ، إسرائيل هذه لايمكن ان يعول عليها في مناصرة حق الا مخبول على عقله السلام.
وإسرائيل المجرمة هذه بل الموغلة في الجريمة ، لايمكن لمن يتلقي منها دعما وتاييدا ، لايمكن الثقة فيه ، والبناء على وعود قدمها ، ومواقف يرجو الناس مساعدته في تحقيقها ، وكنا ومازلنا نقول ان إسرائيل لاتريد ببلادنا خيرا ، وليس هناك عاقل يقول انها يمكن ان تساعد الناس في تحقيق ما يصبون اليه ، لذا فان تدخلها في اي ملف هو نذير شؤم ، وتصرف سوف يجر على البلد الويلاتٍ.
ولايمكننا الحديث ايجابا عن اي طرف في هذه الحرب اللعينة التي ابادت الحرث والنسل ، ودمرت السودان ، وأهلكت الانسان.
ان الطرفي مرتبطان بعلاقة على شكل ما مع إسرائيل ، التي تعمل من أجل ابطاء تعافي السودان ، وتريد الابقاء عليه مريضا ، ضمن خطتها العامة لابطاء نهضة العرب والمسلمين ، وان تبقي هذه الدول متصارعة متحاربة بعيدة عن الاستقرار ، وان لم تفلح جهود العدو في ايقاع الحرب بين هذه الدول فلا اقل يحافظ على التوترات داخلها ، ويدفع كل يوم بمزيد من الفتن والمشاكل بين مكوناتها ، حتي اذا نجح في ايقاع الخلاف زاد ناره حطبا، وإسرائيل لا حليف دائم لها ، فهي مع الطرفين وضدهما ، خبثا وكيدا وتٱمرا على الناس.
واليوم في هذا الصراع المؤلم الذي استعر عندنا ، وترتبت عليه اثار وخيمة ، لايمكن ان نفغل دور اسرائيل في هذه الحرب وماتريد تحقيقه.
وهذا الوضع الذي تعيشه منطقتنا يلزم ان يفتح اعيننا على حجم التآمر الذي نتعرض له كأمة ، وبالذات المناهضين للاستكبار ، الساعين لنهضة الامة.
ان فلسطين بلا شك اهم قضايا الامة الكبرى ، بل هي القضية المركزية ، وعليها مدار الحق والباطل.
وان الاستكبار يريد فرض سيطرته ورؤيته على بلداننا ، ويحملنا قسرا على ما يرغب فيه ، وعادة ما يتم الدخول عبر ادوات تنفذ خطة العدو بالكامل ، ومن هذه الادوات الواضحة دولة الامارات التي بتدخلها في الازمة السودانية انما تعمل بالوكالة لصالح العدو ومشروعه في تمزيق البلدان. ومن المعروف تقديم ابوظبي العديد من التجهيزات الى الدعم السريع والتي تسهم فعليا في اطالة امد الحرب والمزيد من تعب الناس وهذا ماتعمل عليه إسرائيل صباح مساء.
ونعرف جيدا ان طرفي الصراع في السودان يحتفظان بعلاقات وطيدة مع العدو الصهيوني ، وقد التقيا اكثر من مرة سرا وعلنا ، وكان ذلك قبل الحرب ، ولاندري هل التقيا خلالها ام لا ، لكن يبقي المهم ان يعرف الجميع علاقة طرفي الصراع بالعدو الصهيونى ، ولا يزايدن احد هنا او هناك على الآخر في موضوع الارتباط بالصهيونية ، والسعي لخطب ود راعيتها امريكا
ومع ذلك تبقي الشواهد متضافرة على ارتباط الدعم السريع بالمشروع الصهيوني والذي تتبناه وترعاه وتشرف عليه دولة الإمارات علنا ، مما يعني ان تلقي دعم مباشر من الإمارات – وهذا مما سارت به الركبان وتحدث عنه كثيرون سرا واعلان – يبقي هذا في حد ذاته كاشفا عن ارتباط بالمحور الصهيوني.
ان هذا الكلام يوضح ارتباط الدعم السريع باسرائيل ، وهذا لوحده كاف لاتخاذ موقف معاد ضده ، ولايقولن لنا احد ان البرهان التقي نتنياهو واستقبل وفودا امنية وعسكرية وسياسية صهيونية فقد اشرنا في البداية ، لكن يبقي تلقي الدعم السريع أسلحة من إسرائيل يبقي وحده سببا للبراءة منه والتخذيل عنه ، كما نرفض البرهان ونخذل عنه.
سليمان منصور