أخبار السودان :
تأخرتم جدا يا باشمهندس عمر الدقير
منذ ان اندلعت الحرب البشعة وجماهير الشعب المقهورة المظلومة تنتظر مواقف واضحة من السياسيين الفاعلين في الساحة ، خاصة وهم يدعون الى السلم ومناهضة العنف وابعاد شبح الحرب والنزاع المسلح عن البلد وحل اي نزاع سلميا ، حتي اذا نشبت الحرب ووقع المحذور وعاني الناس من تبعاتها واثارها التزم بعض الساسة الصمتٍٍ.
و نتوقف اليوم مع بعض افادات رئيس حزب المؤتمر السوداني الباشمهندس عمر الدقير معلقين على بعض ما قال :
– تلقينا وعودا من قطر بأن تلقي بثقلها والضغط علي كل الأطراف لتكون هنالك نهاية سريعة للحرب.
اي مجهود يبذل لايقاف الحرب وانهاء معاناة الناس فهو عمل مشكور ونتمني ان تتمكن قطر من النجاح في مساعيها.
– لدينا رؤية تأسيسية تجعل من تجربة الحرب القاسية علامة فاصلة بين الماضي وما فيه من خيبات ومرارات وفشل والمستقبل الذي يطمح إليه الناس وحملت شعاراته ثورة ديسمبر المجيدة بمخاطبة القضايا الأساسية.
هذه الحرب بكل قسوتها وبشاعتها يمكن النظر اليها باعتبارها مرحلة مهمة في اعادة صياغة رؤى واسس يقوم عليها النظام الذي يقود البلد الى بر الامان ، لكن الشعب لن يصدق ادعاءات السياسيين الذين تركوه يعاني الويلات دون ان يسهموا فعليا في وقف الاستقطاب الحاد الذي قاد الى الاحتقان واوصل البلد الى هذه الحرب.
– نتواصل مع كل المبادرات بخصوص الحرب في السودان وأطرافها ، وتظل دعوتنا ولا تزال أن لا تكون المبادرات عرضة للتنافر والتنافس، ونعتقد أن الأيام القادمة ستشهد بلورة عملية موحدة.
كلام مقبول ويمكن الانطلاق منه الى مابعده.
– الاتهامات للحرية والتغيير أنها ظهير لقوات الدعم السريع لا تقف علي ساقين ، ونحن ضد مبدأ إنشاء اي قوة موازية للجيش من قبل الثورة، وظللنا ندفع بمطلب الجيش الواحد منذ الاعلانات الموقعة قبل الثورة.
يسهل الادعاء ، ولكن الوقائع على الأرض تقول ان قيادات الحرية والتغيير التزمت الصمت ولم تصدر منها ادانة لانتهاكات الدعم السريع الفظيعة لحقوق الانسان والعدوان الممنهج الذي مارسته بحق المواطنين ظلما وضربا وتهجيرا وصولا للقتل ، والسرقات الكبيرة والكثيرة التي شهدتها اغلب مناطق ولاية الخرطرم ، وسواء ارتكب هذه الجرائم الدعامة او متفلتين ولصوص فانها تبقي مسؤليتهم بحسبان انهم حال لم يكونوا اللصوص فانهم المسيطرون على مناطق السرقات وتقع عليهم مسؤلية حمايتها وتأمينها ، وعليه فان تاخر الساسة في ادانة جرائم الدعم
السريع بحق المواطنين يجعل اتهامهم للحرية والتغيير بانهم ظهيرا للدعم السريع ليست فقط لاتقف عليه ساقين كما قال الباشمهندس الدقير وإنما قوية وأقرب للحقيقة.
– واقع ما بعد ١٥ أبريل تصنعه إرادة السودانيين جميعا ، وإرادة وقف الحرب تتعاظم يوما بعد يوم ، ونتمسك بالأمل والعمل لتحقيق الأمل.
نتمني ان يتحقق الامل ويعمل الجميع من اجل انتشال البلد من هذه الكبوة ونقول للباشمهندس الدقير تاخرتم جدا لكن ان تاتوا متاخرين خير من ان لا تأتوا
سليمان منصور