بين البرهان والصهاينة والامريكان
تسعى الإدارة الأمريكية إلى إقناع السودان بالمشاركة فى ما يسمى بمنتدى النقب الذى يعقد جلساته المقبلة فى المملكة المغربية خلال شهر أبريل الحالى.
ومنتدى النقب مؤتمر دورى بين الدول العربية المطبعة والكيان الصهيونى ، ويتم برعاية أمريكية ، ويهدف إلى تكريس التطبيع ، وتسعى دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى جعله دوريا ثابتا أشبه بانعقاد اللجان الوزارية المشتركة بين الدول ، وجاء الاسم من استضافة مدينة بئر السبع المحتلة (والتى يسميها الصهاينة بالنقب) اللقاء الأول ، ثم إنعقد لقاء آخر فى البحرين وثالث فى الأردن ، ومن المقرر ان يكون الرابع فى المغرب.
وكان وزير العدل فى حكومة حمدوك وعراب التطبيع الدكتور نصر الدين عبد الباري قد حاول الاشتراك فى اللقاء الأول فى مدينة بئر السبع المحتلة الا ان إسرائيل والإدارة الأمريكية على السواء اعترضتا باعتبار ان الاوضاع فى السودان قد تغيرت ، وذلك بعد انقلاب البرهان والاطاحة بحكومة حمدوك ، ويومها لم يكن الوزير عبد البارى يحمل صفة رسمية، وكان الامريكان والصهاينة يريدان مشاركة ممثل عن حكومة البرهان ، وحاول الأخير توظيف المشاركة لصالحه بإكمال عملية التوقيع على الاتفاق مع إسرائيل وان يكون برعاية أمريكية وفى البيت الأبيض حتى يتقوى البرهان بذلك على معارضيه فى الداخل باعتباره قد التقى الرئيس الأمريكى فى البيت الأبيض ، وايضا يكتسب شرعية على حسب تصوره باعتبار ان أمريكا والمجتمع الدولى قد اعترفا به ، ويسعى بذلك إلى معالجة بعض المشاكل التى تواجهه عبر تحقيق اتفراجة اقتصادية برفع العقوبات الامريكية عن السودان وفتح الباب امام المؤسسات المالية الدولية والسماح لها بتقديم القروض والعون إلى الحكومة ، ويسعى الفريق البرهان إلى تحصيل هذه المكاسب مقابل اتخاذه القرار بتوقيع اتفاق صلح مع العدو الصهيونى.
ونشطت مؤخرا الجهود التى يقودها وزيرا خارجية أمريكا والعدو الغاصب ، والتى تسعى إلى ضمان مشاركة السودان فى هذا اللقاء ، مع إعطاء وعود للبرهان بالحصول على المطالب التى يريدها ، لكن الأخير يريد خطوات ملموسة ، خاصة وأن كلاما صدر نقلته الصحافة الاسرائيلية من قبل عن مسؤولين فى حكومة العدو مفاده انهم لن يتعاملوا مع حكومة انقلابية وإنما ينتظرون اختيار حكومة يرضى عنها الشعب السودانى ليكملوا اتفاقهم معها وهى ما اعتبرها البرهان محاولات لتوظيفه وحكومته فى مايريد الصهاينة والامريكان ، وأنهم يكذبون بقولهم ان تعاملهم سيكون مع الحكومات المفوضة شعبيا، لان الانظمة التى تقيم علاقات مع إسرائيل لا تحمل هذه الصفات ، فلا شعب البحرين اختار حكومته، ولا المصريين او الأردنيين او شعب الإمارات، فلماذا هذا الشرط مع السودان.
هذه التساؤلات تدور بذهن البرهان ويسعى لتوظيف الظرف لصالحه فما الذى يمكن أن تقوده اليه الأيام ياترى؟
سليمان منصور