أخبار السودان :
بحماية جيشنا والحفاظ عليه نحمي البلد
من نافلة القول الحديث عن ضرورة تقوية الجيش الوطنى وابعاده عن التجاذبات السياسية والخلافات ، واكبر خطأ ان نري جهات سياسية ومنظمات وأشخاصا يجعلون جيش البلد محل صراعهم ومادة تنافسهم.
ومن المتفق عليه بين الجميع أن حماية البلد – اى بلد – والحفاظ عليها إنما يكون بالحفاظ على جيشها وتقويته والالتفاف حوله والتعامل معه كمؤسسة قومية لا علاقة لها بخلافات السياسيين وتقاطعاتهم.
ومن نافلة القول أيضا ان الجميع متفقون على هذا الكلام ، ولكن الاتفاق بكل اسف لايتعدي القول إلى الفعل ، ففى الوقت الذي يتفق فيه الجميع على ضرورة قومية القوات المسلحة اذا بالكثيرين – وعلى المستوى العملى – يسعون إلى إنشاء تشكيلات عسكرية أخري كما في قوات درع الوطن التي تم الإعلان عنها مؤخرا والتي تم تدشين انطلاقتها في مهرجان حاشد بالبطانة ، وضمت تحالفا بين قبائل المنطقة وأهمها الشكرية والبطاحين و الحلفاويين وغيرهم ، والخطورة في هذا الأمر انها تأسست على مرتكز قبلى جهوى ، فهي تشكيل للعرب مقابل الزنوج او الزرقة كما يطلق عليهم في بعض المناطق ، وأبناء الكنابي في مناطق أخري ، والغرابة عند اخرين ، وبغض النظر عن تسميتهم فان الفكرة قيام جيش من أبناء المناطق العربية ، او ابناء الوسط كما فى الحركة الشبيهة التى أعلنت عن نفسها في مؤتمر صحفي بالخرطوم ويقودها الناطق الرسمي السابق باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد.
خطورة هذه التشكيلات انها تعتبر القوات المسلحة فاقدة لقوميتها ، وأنها لم تعد محل إجماع الناس ، وانه فى ظل احتفاظ بعض الأحزاب والحركات بتشكيلاتها العسكرية نجد في البلد سبعة جيوش بدل جيش واحد يلتف حوله الجميع ويحميهم ، لذا فان اى منطقة او جماعة لن تكون في مامن ما لم تشكل لها جيشا وتنتزع حقوقها وبه ترفع عن نفسها الظلم.
هذا الكلام الخطير يسهم في تفكيك الجيش ، ويهدد البلد بمخاطر كبري ، وعلى الجميع العمل معا لابعاد بلادنا عن هذه المشاكل ، وليتم تسريح كل الحركات المسلحة القائمة اصلا ، ومعالجة الأسباب التي دعت البعض إلى تأسيس هذه الكيانات الجديدة ، او التفكير في تأسيس أخرى ، لان هذا الكلام سياتى خصما على أمن البلد واستقرارها ، وهذه مخاطر كبري علينا جميعا أن نتجنبها ، ومسؤولية عظيمة علينا معا أن نتحملها.
سليمان منصور