أخبار السودان :
بالوعي والحكمة نبطل تآمر الأعداء
نعرف جميعا ان ميادين الحرب في العصر الحالي لم تعد هي القديمة التي اعتاد عليها الناس من مواجهات عسكرية ونزال في البر والبحر وهجمات ودفاعات جوية ، وإنما هناك ميادين أخرى مهمة وفعالة مع التأكيد على ان هذه لم تنته بعد ولايمكن اغفال دورها او الحديث عن عدم فعاليتها – أعني الوسائل القديمة – ، لكن تطورت وسائل الحرب وطرقها وتعددت اساليبها ودخل العالم مجال إدارة الحروب إلكترونيا ، ولعب التسابق على الفضاء دورا مهما في إدارة الحروب.
ومن انواع الحروب ما اصطلح عليه بالحرب الناعمة وهي من الخطورة بمكان إذ يتم تجنيد كل الطاقات لتوجيه ضربات للخصم ، وهاهي الدول اليوم تتسابق من أجل تسجيل نقاط على بعضها ويعمد الغرب ومن يسيرون على خطاه وباستمرار إلى استغلال كل ظرف للاضرار بمن يحاربونهم لايمنعهم مانع من الكذب وتشويه الصورة وهذه العشرات من وسائل الإعلام من مواقع إلكترونية وقنوات فضائية ومحطات إذاعة وصحف ومجلات ومراكز متخصصة تتبارى في بث الاكاذيب وقلب الحقائق ونقل الصور مقلوبة لإيصال مفهوم خاطئ ومغلوط إلى المتلقين والاسهام في صناعة رأى عام لا يتكئ على حقيقة وإنما عماده الكذب المحض لكن من كثرة الضخ الاعلامي والانتشار المكثف للمادة المراد ايصالها للناس يتم تلقيها بالقبول ويصعب على من يواجهون هذه الحملات تصحيح ما ينتشر بين الناس من معلومات.
ومن صور الحرب الناعمة التشويه الفكري والثقافي والافتراء على المخالف وحشد العديد من الشواهد لاثبات خطأ الطرف المراد اسقاطه وتشويه فكرته وصد الناس عنه مع ان ما يتم تقديمه لايستطيع الصمود امام النقد العلمي والبحث الرصين لكن الالة الإعلامية الضخمة تستطيع خطف أنظار الناس والتأثير عليهم.
ومن المهم على العاملين في الساحة الإسلامية ان يتحلوا بالوعي والبصيرة والحكمة وهم يواجهون مخططات الأعداء حتي يبطلوا تآمرهم.
وعلينا كمتصدين لمجابهة العدو وحماية الأمة من مخططاته علينا أن نعي اننا يلزم ان لا نتعامل بردة الفعل مع العدو ، إذ لابد من استباق عدوانه والتفكير في مايريد ان يفعل ونضع ارجلنا في الساحة التى نتوقع ان يخطو إليها ولا نتركه يصل إلينا ثم نحاول إخراجه وإنما نحصن أنفسنا من اختراقه ونحمي بلداننا من أن يطأها بقدمه طالما هو يتآمر عليها.
سليمان منصور