ايها القادم لامرحبا بك
بين منتظر ومعارض ولا مبال ، يترقب كثيرون وصول الرئيس جو بايدن الى الشرق الأوسط ، فى زيارة تضم فلسطين المحتلة حيث يلتقى حكومتى السلطة الفلسطينية فى رام الله والكيان الصهيونى فى تل أبيب ، ثم يغادر الى السعودية ، ومن المقرر ان يلتقى إضافة إلى القيادة السعودية بعض زعماء المنطقة ممن يتم تدارس انضمامهم إلى التحالف العربى الاسرائيلى لمواجهة ايران ومحور المقاومة.
الخارجية الأمريكية قالت ان من أهم أهداف زيارة الرئيس بايدن للشرق الأوسط اندماج إسرائيل بشكل كامل في المنطقة ، والعمل على إحراز تقدم في العلاقات الطبيعية بين إسرائيل والسعودية ، كما يخطط لإقناع السعوديين بضخ المزيد من النفط.
ومن الاخبار المتعلقة بالزيارة ان الرئيس بايدن يأتى إلى الكيان الصهيونى وقد مرر مساعدات لتل أبيب بقيمة أربعة مليار دولار منذ تسلمه الرئاسة وايضا الضغط على السلطة الفلسطينية لدعم مسارات التطبيع وتاييدها علنا لا الصمت عن هذا الأمر.
وياتى الرئيس بايدن إلى رام الله وهو ما زال متمنعا عن الإستجابة لطلب السلطة الفلسطينية رفع منظمة التحرير الفلسطينية عن قوائم الإرهاب الأمريكية ، وايضا مازالت واشنطن داعمة للكيان الصهيونى فى إقامة المستطونات مما يعتبر جرما كبيرا بحق الفلسطينيين
وترى أمريكا ان منطقتنا ليست أكثرَ من آبارِ نفط ، وممراتٍ مائية ، وقواعدَ عسكريةٍ تساهمُ في تعزيزِ نفوذِ واشنطون واحكام سيطرتها على العالم بالتحكم فى مصادر الطاقة والممرات المائية.
ويصل بايدن إلى السعودية وهو يرغب فى موافقة كبار منتجى النفط على زيادة الإنتاج لتلافى الآثار السالبة للحرب فى أوكرانيا على هذا القطاع الحيوى الهام.
وكان كثيرون وما زالوا ياملون ان تهتم أمريكا بقضية حقوق الإنسان فى السعودية وتعمل على مناقشة الملفات المتعلقة بهذا الأمر مع القيادة السعودية فى اول لقاء للرئيس بايدن بها ، وعلى راس هذه القضايا جريمةُ مقتل خاشقجى التى لن يتطرق لها الرئيس ، فالوقتُ غيرُ مناسب ، والامرُ مرتبطٌ بما هو أهم ، كالنفطِ والغاز
كما يُفهمُ من كلامِه
ويريد الرئيس ان يعود من زيارته وقد ضخت الرياض المزيد من النفط فى الأسواق ، وهذا الامر رهن بقبول بل ودعم واشنطون خطة الأمير محمد بن سلمان للوصول إلى العرش وخلافة والده.
وليس عند بايدن ما يمنع من الموافقة على ترقية الأمير محمد بن سلمان إلى رتبة ملك ما دام هذا الأمر يحقق رغبته فى تقليل الاثار السالبة لحصار ومقاطعة روسيا على قطاع الطاقة فى العالم ، هذا من جهة والجهة الأخرى دمج إسرائيل فى دول المنطقة كما صرح بذلك ، أن تحقق الشرطان فلا أشكال عند بايدن من دعم رغبة بن سلمان فى اعتلاء العرش والصمت عن نقاش ما يكدر كقضايا حقوق الإنسان فى السعودية بشكل كامل وليس مسألة خاشقجى فحسب.
هذا هو بايدن ، وهذه أخلاقه ، وهذه سياسته ، ولن تجر زيارته للمنطقة الا لمزيد من المعاناة للشعب الفلسطينى فلا مرحبا به من زائر وقادم لايقدم بخير.
سليمان منصور