بنصف ساعة قبل منتصف ليلة الاثنين (الليلة الماضية) توقفت الأعمال العدائية من الكيان الغاصب المجرم بحق أهلنا فى فلسطين فى عمليته التى أطلقها قبل ثلاثة أيام واسماها مطلع الفجر ، والتى فشلت بشكل كامل فى تحقيق أهدافه التى أعلن عنها ليلة انطلاق العدوان الغاشم ، وقد دخلت الهدنة حيز التنفيذ البارحة (قبل منتصف الليل بقليل) ، وتم إيقاف إطلاق النار بوساطة مصرية نشطت خلال اليومين الماضيين وخاصة امس الأحد ، حيث عمل الجانب المصرى على تقديم ضمانات لحركة الجهاد الإسلامى افضت إلى وقف إطلاق النار بين الطرفين وعودة الهدوء إلى الاراضى المحتلة حتى ان العدو الصهيونى اخبر قطعان مستوطنيه فى غلاف قطاع غزة ان لا حاجة تجعلهم مضطرين للبقاء فى مراكز اللجوء مما يعنى أن إطلاق النار قد توقف تماما.
وهذه المعركة التى خاضتها فصائل المقاومة تحت مسمى معركة وحدة الساحات اربكت العدو وأخرجته خاسرا رهانه الذى عمل على تحقيقه فقد فشل فى تحييد الفصائل الفلسطينية ولم يستطع الاستفراد بحركة الجهاد الإسلامى مع سعيه الكبير لذلك ، وان تغيبت كتائب القسام كفصيل اساسى عن شرف المواجهة العسكرية فى هذه المعركة الا انهم شاركوا بشكل او اخر فى المواجهة ، هذا غير أن عددا من الفصائل الفلسطينية كانت على قدر المسؤولية ، ونالت شرف مواجهة المعتدى الظالم ، وشاركت فى رد العدوان ومواجهة المحتل.
ونعرف ان حركة الجهاد اعلنت من قبل انها لن تترك أسراها فى السجون وسوف تجبر العدو على إطلاق سراح الأسير العواودة المضرب عن الطعام احتجاجا على مواصلة حبسه اداريا وتحركت الفعاليات ، وايضا عملت الحركة على مواجهة العدو ومنعه من اقتحام مخيم جينيين ، وكانت ضربة قاسية للعدو ان تمكن مجاهدو حركة الجهاد الإسلامى من قتل احد كبار الضباط الصهاينة فى الجبهة وعدد من جنوده ، وتحركت قوات الاحتلال وداهمت منزل القيادى الكبير الشيخ بسام السعدى وصهره واعتقلتهما واصرت حركة الجهاد على إطلاق سراح المجاهد الأسير السعدى ، وظن العدو وفقا لحساباته الخاطئة وفشله الاستخبارى انه بشنه حملة عسكري خاطفة على الجهاد الإسلامى واستفراده بها وتحييده بقية الفصائل سيقضى على الجهاد ، ولم يتوقع ان يكون الرد بهذه القوة ، ولم يظن ان ينسق المجاهدون لهزيمته، وانطلقت مئات الصواريخ وقذائف الهاون تستهدف الصهاينة المحتلين مما اربك العدو وجعله يبحث عن التهدئة منذ اليوم الأول للمعركة رغم انه قتل قادة عسكريين كبارا فى حركة الجهاد لكنه لم يكسر عزيمة الحركة ومجاهديها بل عرف قوة تصميمها والحلفاء على مواجهته وايلامه وهذا مافعل فاسرع يوسط المصريين باحثا عن التهدئة وفرضت المقاومة شروطها واجبرت العدو على إطلاق الأسير العواودة فورا وسيتم ذلك اليوم الاثنين بحسب الالتزام المصرى الذى أكد أيضا انه يضمن إطلاق الشيخ السعدى ، وقالت حركة الجهاد انها تراقب الهدنة وسوف تستأنف الحرب فورا بمجرد إخلال العدو بالهدنة.
وإذا نظرنا لهذه المعركة نجد ان العدو قد خسرها وفرضت حركة الجهاد شروطها على العدو وسجلت إنتصارا فى سلسلة الانتصارات المتواصلة التى تشكل تمهيدا للانتصار الكبير وماذلك ببعيد.
سليمان منصور