أخبار السودان :
المقاومة الشعبية بين الرفض والقبول
كثرت التجاوزات التي ارتكبها طرفا الحرب ، ووصلت الاوضاع بكثير من الناس الى انهم تخلوا عن تأييدهم لاي من المتحاربين ، وتعالت الأصوات الداعية الى ضرورة ايقاف الحرب فورا ، ووضع حد للمعاناة المتفاقمة يوما بعد يوم ، خاصة مع تزايد اجرام الدعم السريع وارتفاع وتيرة التجاوزات في مدني وعموم ولاية الجزيرة ، ونقرأ هذا مع الفشل المريع للجيش في القيام بمهامه ، ومع هذه الظروف الحرجة التي تمر بها البلد ويشتكي فيها الناس من مخاطر تتهدد وجودهم فان توجها عاما بدأ يظهر في بعض الولايات بمدنها واريافها ، وهو حمل السلاح ، وسواء جاء ذلك استجابة لدعوة الجيش او اتخذه الناس من تلقاء انفسهم بسبب عزمهم على مجابهة الخطر الذي يتهددهم، نقول بغض النظر عن سبب توجه الناس لذلك فان الخطوة ظلت تتارجح مابين القبول والرفض بين الناس وكله امر مفهوم.
المعترضون على تسليح المواطنين او مااصطلح عليه بالمقاومة الشعبية يرون ان المضي في هذا الاتجاه يعني المزيد من المعاناة للناس ، ففضلا عن الخوف من ان انتشار السلاح واتساع الدائرة التي يتوفر فيها يعني امكانية مقتل المزيد من الناس مؤيدين لهذا الطرف او ذاك ، فان جهات سياسية تهدف الى توظيف هذه الخطوة لمصلحتها وتضع العراقيل امام الدعوة لايقاف الحرب وانهاء معاناة الناس ، وان هذا يعني بشكل اساسي اجهاض اي محاولة لاخراج البلد من هذا المأزق واولى خطواته ايقاف الحرب بينما الدعوة للتسليح تعني صب المزيد من الزيت على نار متقدة ستحرق ماتبقي من وطن مدمر.
المؤيدون لدعوة حمل السلاح او ما عرف بالمقاومة الشعبية يرون ان الواجب الشرعي والأخلاقي اقتضي ذلك ، فالدعم السريع الذي يواصل اجرامه بحق الناس هو العدو الحقيقي والمباشر الذي يتهدد وجودهم واعراضهم واملاكهم ، وأنهم اضطروا بسبب خذلان الجيش لهم وتخليه عن مهمته اضطروا الى سلوك هذا المسلك دفاعا عن حياتهم واعراضهم ، وليس أمامهم خيار غير مواجهة الدعم السريع الذي اثبتت تصرفاته في ولاية الجزيرة انه مجرم بطبعه ولن يكون بمقدور احد القبول بالتعايش معه، وليس هناك حل سوي مواجهته مهما عظم تسليحه وقويت قدراته لان عدم مواجهته تعني الاستسلام امام مجرم لا اخلاق ولا ورع ولادين له.
الداعمون لضرورة حمل الكل للسلاح يرون ان التقاء رؤيتهم مع رؤية الجيش في التحشيد ومواجهة الدعم السريع لاتحرجهم وان التركيز على طرحها كاشكال لايؤثر فيهم وفي توجههم لذا فانهم ماضون في التحشيد والتسلح دفاعا عن انفسهم.
سليمان منصور