أخبار السودان :
المساليت بين هجوم الدعم عليهم وتخلي الجيش عنهم
مئات القتلى من المدنيين واضعاف ذلك مابين جرحي ومشردين ومطرودين عن ديارهم مع نهب البيوت والممتلكات وتخريبها تدميرا وحرقا في مشاهد لايمكن السكوت عنها او تجاهلها.
هذا الوضع المأساوي شديد الصعوبة هو ما يعيشه المساليت وهم ما بين الهجوم البربري الوحشي الذي يشنه عليهم الدعم السريع وسعيه الحثيث الى القضاء عليهم قتلا وتهجيرا ، والجانب الاخر هو تخلي الجيش عنهم وفشله في حمايتهم ورد العدوان عنهم ، وخيبة الأمل الكبرى التي يعيشونها بسبب احساسهم ان الجيش تركهم لعصابات المجرمين تقضي عليهم ِ
ونقلت رويترز عن عشرات الناجين على الحدود الشادية إن مقاتلين بقيادة قوات الدعم السريع ، في أوائل نوفمبر ، فتشوا عن أفراد من المساليت لقتلهم. وذلك في أردمتا
، وقالوا إن قوات الدعم السريع سيطرت على قاعدة للجيش في أردمتا باستخدام طائرات مسيرة لمهاجمة الجنود هناك. وقال 11 شخصا كانوا موجودين في القاعدة إن قادة بالجيش السوداني تركوا جنودهم أثناء القتال وفروا.
ونقلوا ان قوات الدعم السريع وميليشيات عربية متحالفة معها شنت هجماتها على المدنيين في مخيم للنازحين في أردمتا والأحياء المحيطة بها ، حيث ان معظم من يعيشون هناك من المساليت.
وقال الشهود لرويترز إنهم رأوا رجال من المساليت يتم اعتقالهم وإطلاق النار عليهم. وقال بعضهم إنهم رأوا أشخاصا يُمزَقون إربا إربا حتى الموت بالفؤوس والمناجل.
ونُقل مئات المساليت إلى ملعب في المنطقة حيث قال شاهدان إنهما رأيا أشخاصا يعدمهم خاطفون عرب. وظلت الجثث المنتفخة ملقاة في شوارع أردمتا لبضعة أيام.
وأُضرمت النيران في منازل وتعرضت للنهب وبعضها جرد من أي متاع بعد أن سرق اللصوص أجهزة التلفزيون وأدوات المطبخ وحتى الأبواب والنوافذ.
ويأتي الهجوم على أردمتا بعد أن طردت قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي تتألف أساسا من قبائل عربية، وميليشيات عربية حليفة، في وقت سابق من هذا العام مئات الآلاف من المساليت الذين كانوا يمثلون سابقا الأغلبية في الجنينة من المدينة. وفي حملة استمرت قرابة شهرين، قتلت القوات العربية المئات من سكان الجنينة، معظمهم من أفراد قبيلة المساليت. وفر كثيرون من الناجين إلى تشاد.
ومن غير الواضح عدد المساليت الذين بقوا في الجنينة. لكن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قالت في عام 2022 إن عدد سكان المدينة متعددة الأعراق كان يبلغ 540 ألف نسمة. وفي أعقاب القتال الذي دار هذا العام في دارفور، يعيش الآن نحو نصف مليون لاجئ سوداني في مخيمات على الجانب التشادي من الحدود بين البلدين.
وتمثل أردمتا أحد الجيوب الأخيرة لوجود المساليت في المدينة. وفي الأيام التي تلت الهجمات الأحدث شاهد صحفيون من رويترز عشرات الأشخاص بعضهم مصابون يعبرون إلى مدينة أدري الواقعة على حدود تشاد مع السودان.
وتحدثت رويترز مع أكثر من 70 شخصا لإعداد هذا التقرير، بينهم مدنيون وجنود بالجيش السوداني نجوا من المذبحة ووصلوا إلى تشاد. وأُجريت المقابلات في مدينة أدري الحدودية أثناء دخول الهاربين إلى تشاد، وفي مواقع للاجئين في المنطقة. وتستند هذه الرواية للمرحلة الأحدث من عملية التطهير التي تقوم بها القوات العربية للمساليت إلى شهاداتهم، وكذلك إلى تحليل رويترز لصور الأقمار الصناعية والصور الفوتوغرافية ولقطات من وسائل التواصل الاجتماعي لأعمال العنف.
سليمان منصور