فى غمرة الأزمات المتلاحقة التى يعيشها المواطن المغلوب على امره، وفى ظل الظروف الاقتصادية الضاغطة التى يمر بها المواطنون ، وفى ظل العجز الحكومى التام عن الوفاء بما يجب عليها تجاه الناس ، ومع الترد المريع فى الخدمات الأساسية ، فى ظل هذه الأوضاع تفاجأ المواطنون بضغط كبير تمارسه المدارس عبر فرض رسوم باهظة جدا ولاتتناسب مع هذه الظروف ، مما ادخل الناس فى دوامة من الحزن على ما ال اليه وضع التعليم فى بلادنا ، والهم الكبير الذى ينتاب الناس من مستقبل مجهول ينتظر أبناءهم وبناتهم فى ظل هذه الظروف الحرجة.
نموذج بسيط يعبر عن المأساة التى يعيشها الناس والجشع وعدم المسؤولية التى باتت سمة لكثير من أصحاب المدارس الخاصة ، هذا النموذج طرحته هيئة حماية المستهلك التى اشارت الى مدرسة احمد بشير عبادى الحكومية والجشع القبيح الذى طبع إدارة المدرسة وهى تقرر رسوما غير منطقية على الطالبات المقبولات فى الصف الأول للمرحلة المتوسطة ، فماذا جرى؟ دعونا نقرأ قليلا بعض ما حدث بحسب ما كتب الأمين العام لهيئة حماية المستهلك الدكتور ياسر ميرغنى عبد الرحمن
الذى قال :
كل الطالبات المنقولات للمرحلة المتوسطة في نفس المدرسة الحكومية وفي نفس المبني الحكومي
وبنفس المعلمين الحكوميين
طلبوا منهم مبلغ 200000 جنيه
نعم مئتان الف جنيه
علمًا بان المدرسة قبلت هؤلاء التلاميذ قبل 6 اعوام بالفي جنيه ( نعم 2000 جنيه)
والمدرسة لا تزيد الرسوم للتلاميذ
وتساءل دكتور ياسر ما هي الجهة التي فرضت هذه الرسوم ولمصلحة من تضحي المدرسة بابنائها مقابل المال وما هو دور مجلس اباء المدرسة
وكتب يقول ادركوا التعليم الحكومي حتي لا يصبح التعليم حكرًا علي ابناء الاغنياء
وتذكروا دومًا ان هنالك نبوغ محروم بسبب المال
وأضاف علي وزارة التربية والتعليم ان تزور هذه المدرسة وان تكون اولوية القبول للمرحلة المتوسطة للمنقولات من الصف السادس الي الصف الاول المتوسط وان لا يسمحوا ببيع مقاعد التلاميذ للاغنياء وللابتزاز الرخيص
وختم كلامه علي ابناء واحفاد المربي المحترم والقائد الفذ احمد البشير العبادي ان لا يسمحوا لاي جهة بالمساس بسمعة الاستاذ الجليل .
النموذج الثانى الذى اشار اليه دكتور ياسر هو مدارس المعارف التركية التى كانت محلا لهجوم عنيف من هيئة حماية المستهلك ، ولنتعرف قليلا على مايجرى خلف أسوار هذه المؤسسات.
كتب دكتور ياسر تتنمر إدارة المدرسة على أولياء الأمور ، وتسلّمنا شكوى تحكي عن واقع مرير جداً وأوضاع مُزرية جداً لمدارس المعارف التركية.
وأضاف موضحا : هذه المدارس عبارة عن تبادل ثقافي تركي، وهي مدرسة خيرية تدرِّس المنهج السوداني، ومعظم الأساتذة تأتي مرتباتهم من تركيا وهم معظمهم حديثو التخرُّج ولا خبرة أو مهارات تعليميّة لهم”.
وأضاف: “كان اتفاق رسوم العام الماضي 2021 وبحضور السفير التركي بالسودان تتراوح بين مائتين خمسة وعشرين ألف جنيه إلى أربعمائة وخمسين ألف جنيه، وهذا العام 2022 قفزت إلى سبعمائة وخمسين ألف جنيه وتسعمائة ألف جنيه سوداني، أما القبول الجديد قفز إلى مليون ومائة وثلاثين ألف جنيه”.
وأوضح د. ياسر أنه وبصورة غريبة تم تحديد دفع الرسوم الجديدة من يوم الأحد 14 أغسطس 2022 إلى 25 أغسطس 2022، ومضى في القول: “إلى متى يُعاني أولياء الأمور من جشع المدارس الخيرية والأجنبية، ومَن يقف وراء هذه الرسوم الخرافية؟ ولمصلحة مَن تتم هذه المُعاناة.
وكشف دكتور ياسر انهم نصحوا أولياء الأمور برفع مذكرة إلى وزير التربية والتعليم ولاية الخرطوم للتدخُّل في هذا الأمر الجلل، وإنقاذ مستقبل تلاميذ مدارس المعارف التركية من الضياع، وزاد: “لا نحتاج إلى تبرُّعهم برعاية أي مدرسة طرفية إذا كانت قائمة على ابتزاز أولياء أمور التلاميذ ومن جيبهم”.
ان الناس مطالبون بإثارة هذه القضية ليتشكل رأى عام يلزم أصحاب المدارس من التعاطى بعقلانية مع هذا الموضوع.
سليمان منصور