أخبار السودان :
الحج يقوي اواصر الأخوة الإسلامية
تحدثنا من قبل عن الحج ، وتناولنا الموضوع من اكثر من زاوية ، ولأن الحج مدرسة كبرى ، ويمكن لأي شخص ان يتناوله من جانب معين ، فإننا وتيمنا بهذه الايام المباركة ، وما فيها من أعمال عظيمة ، فإننا سنتحدث مجددا عن الحج ، بل نمضى مع هذه العبادة العظيمة ، متناولين كل يوم الموضوع من زاوية معينة ، لعلنا نسهم مع اخرين في بيان هذا الأمر ، وتوضيح القضية لكثير من المسلمين ممن لم يفهموا الحج.
ندلف اليوم الي الحديث عن الحج باعتباره احد اهم عوامل تقوية اواصر الاخوة الإسلامية ، فالمسلمون وهم يؤدون هذه المناسك والشعائر العظيمة يتبين لهم أن لُحمة الإسلام أقوى من أية لحمة ، ووشيجته اشد من أية وشيجة ، وعروته أوثق من كل عروة ، وحينئذ يتأكدون أن ما يربطهم أقوى مما يشتتهم، وان ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم.
وفي الحج يدرك الناس ان أخوة الإسلام أخوة حقيقية لابد أن تصان وتحفظ ، ويعود الحاج حين يعود إلى بلاده وهو أشد حباً لإخوانه المسلمين، وأكثر إيماناً بأن كل مظاهر الفرقة بين المسلمين مظاهر سطحية، وأسبابها واهية، وأنها لا بد إلى زوال.
إن الحج الذي يتوافد إليه ملايين المسلمين من كل بقاع العالم فرصة حقيقية ليتدارسوا أمور دينهم وهموم أمتهم في العالمين العربي والإسلامي.
وهموم الأمة كثيرة وقضاياها المعقدة أكثر، فبعض بلادهم احتلت وأخرى مهددة بتقطيع أوصالها، وفلسطين المحتلة وأفغانستان ، و … تستهدف وتجتاح لتمزق إلى أشلاء .
وفلسطين بعد أكثر من سبعين عاماً لم تراوح قضيتها مكانها، أرضها سليبة وإنسانها ضائع، وقد ابتلعت الدولة العبرية معظم أراضيها وشيدت أطول جدار عنصري في العالم، والقدس الشريف أولى القبلتين وثاني الحرمين يحتلها اليهود ويدنسونها ويعلنون أنها ستكون عاصمتهم على رغم انف العرب والمسلمين، بدعم صارخ من الدول الكبرى وفي مقدمها بالطبع صديقتنا أميركا.
إن الأمة الإسلامية بوحدتها و تماسكها وقوة إيمانها وثقتها بالله تستطيع أن تتغلب على كل المعوقات التي تحول دون تحقيق التعاون فيما بينها.
عاشت الأمة واحدة متحدة يربط بين أبنائها حبل الإخاء والمودة والرحمة.
سليمان منصور