أخبار السودان :
الجميع خاسر في هذه الحرب الهوجاء
لا خلاف بين الجميع أن هذه الحرب الهوجاء المجنونة التي تزداد استعاراً يوما بعد يوم ، لا خلاف انها نوع من العبث الذي لا معنى له ، ويوما بعد يوم يزداد الدمار ، فالمؤسسات العامة والخاصة قد تعرضت للتخريب ، وان لم تكن كلها فاغلبها ، والموت قد زاد وسط المدنيين ، واعداد كبيرة جدا تعاني الجراح بمختلف درجات الإصابة ، في ظل نقص حاد في العلاج وعجز مراكز تقديم الخدمة الطبية العاملة عن تغطية الطلب على الخدمة ، وإعداد كبيرة من المفقودين لايعلم أهلهم عنهم شيئا ، ويعيش من بقي في الخرطوم ولم يغادرها يعيشون قلقا من المجهول ، وخوفا من القادم الغير مطمئن ، والالاف من سكان العاصمة المنكوبة يخرجون من مدينتهم باتجاه مختلف الأقاليم هروباً رعباً وخوفاً ، والمرتبات لم تصل لأهلها طوال الثلاثة أشهر ، وتأثر أصحاب الدخل المحدود وعمال اليوميات وغيرهم ، تاثروا بهذه الحرب بمستويات مختلفة ، وبعضهم جاعوا او كاد ذلك يحصل لهم ، كل هذا يحدث والدولة غائبة تماماً ، على الرغم من وقوع ذلك على مرأى ومسمع منها.
مايرجوه عامة الناس الان ان تتوقف الحرب ، وتزول هذه المعاناة التي ترتبت عليها ، ويستعيد الناس امنهم وطمانينتهم ، وينتظرون من عقلاء المجتمع وقادته ان يقودوا مبادرة تحقيق السلام المستدام.
إن على قادة المجتمع من زعماء القبائل والعشائر والزعماء الدينيين ان يتحدثوا مع أبنائهم من الجنود في الطرفين ، وايضا يتحدثوا مع القادة العسكريين ، عن مخاطر استمرار الحرب ، والضرر الذي تلحقه بالبلد والمحيط ككل ، فالدمار الكبير والخراب الغير مسبوق يوجب ايقاف الحرب فكيف بالاعداد الكبيرة من الشباب الذين ماتوا ومازالوا يموتون في هذه المعركة العبثية؟
ان الواجب الاخلاقي يفرض على الجميع اتخاذ القرار الفورى بالعمل الجاد لإنهاء الازمة التي طالت وأصبحت صعبة نتائجها واثارها.
ومخطئ من يظن انه سيكسب في هذه الحرب ، فالجميع فيها خاسر ، وحتى إذا افترضنا ان أحد طرفي الصراع حقق النصر فحتى هذا النصر لايعتبر نصرا وانما هزيمة كبيرة ، ونسأل الله أن يلطف بالجميع.
سليمان منصور