أخبار السودان :
التعويل على الغرب مدعاة الفشل
هل بقي احد من السودانيين يشك في تدخل الخارج في شؤوننا الداخلية؟
وهل ما زال هناك من ينتظر من الخارج دفعا لضرر او جلب لنفع لنا؟
ان ما يتفق عليه غالب الناس ان التدخل الاجنبي كان السبب المباشر في تدمير وخراب العديد من البلدان ، ولسنا استثناء ، بل هناك من يجزمون ان التدخلات عندنا اكبر من مثيلاتها في الدول الأخرى ، وهذا الكلام وان بدي غريبا بعض الشي عند البعض الا ان القائلين به يتحدثون عن تميز بلادنا بميزات واضحة تجعل الكثيرين يطمعون فيها ، خاصة مع تشظيها ، وحالة اللا دولة التي نعيشها بكل اسف ، أضف لذلك عدم اتفاقنا كسودانيين على كلمة سواء يكون بها خلاص بلادنا مما يتهددها حتي في وجودها ناهيك عن مخاطر اخرى اقل درجة.
نعلم اننا نحظى بتنوع كيير في الموارد ، وهذا ما يمكن ان يجعل استهداف الغير لنا وطمعهم فينا اكبر ، خاصة مع الضعف البائن الذي ساد الفترة الماضية ، وانعدام الوجود الحقيقي للحكومة. ، وهذه الظروف تخلق بيئة مواتية لتوسع دائرة الطامعين وسهولة نفاذهم الينا.
ان الغرب او لنقل الاستكبار بشكل عام وعبر عملاء له في الداخل يسعي لصناعة نخب تواليه بالكامل ولاتنظر اليه كعدو وانما تحاول جعل كثيرين يعجبون به ويرونه قائدا لاي عملية تغيير تفضي الى ارساء قواعد الحكم المدني الرشيد في حين ان الاستكبار الذي نريده ان يؤسس لنا حكما رشيدا ليس مؤهلا لذلك ، فهو الذي يمارس ازدواجية المعايير اذ نراه يدعم الإسرائيليين القتلة ويستنكر ما تقوم به حركات المقاومة من نضال مشروع لتحرير ارضها من الاحتلال وفي نفس الوقت يدعم عمليات إسرائيل الإجرامية وقتلها للمدنيين وتدمير البلد ، وهذا الاستكبار الذي يدعي زورا حرصه على حقوق الانسان واحترام الحق في التعبير بل صونه ، وفي نفس الوقت يتنمر في وجه من ينتقدون اسرائيل بل يعاقبهم بعقوبات قاسية ، ويتم التحريض عليهم، ولا يعتبر الغرب من فرط نفاقه ان هذا داخل تحت باب وجوب صون حق التعبير.
انه لخطأ فادح ان نعول على الغرب او ننتظر منه عدلا وانصافا ، وما لم نعمل جميعنا على رفض التدخلات الاجنبية في شؤوننا الداخلية فاننا لن نجني الا الفشل التام.
سليمان منصور