البرهان يسوق نفسه عبر إسرائيل
منذ أن التقى رئيس وزراء العدو الصهيونى بنيامين نتنياهو فى أوغندا والفريق البرهان يردد كلاما واحدا لا يحيد عنه ، وهو ان مصلحة السودان مقدمة على اى إعتبار اخر ، وان التطبيع مع إسرائيل ليس محظورا عنده ، وإنما ينظر اليه من باب ان اى خطوة يمكن أن يترتب عليها تحقيق مصلحة للسودان فإنه لن يتأخر عنها.
وعاد الرجل وكرر نفس هذه الكلمات الساقطة ، وأعاد على مسامعنا نفس الأسطوانة المشروخة ، وقال فى حديث تلفزيونى لمحطة الجزيرة الفضائية ، اثناء مشاركته فى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك ، انه يرى إسرائيل كواحدة من الدول التى ليس بينها وبين السودان ما يمكن أن يوصف بأنه عداء – بحسب تعبيره – ، ومضى يقول ان الأساس فى العلاقات هو المصالحة، ولم يكتف بذلك وانما ذهب يسوق نفسه للغرب وامريكا بالخصوص عبر البوابة الإسرائيلية ، ويبحث عن مقبولية وسط المجتمع الدولى ، وتحديدا الحلف العربى الغربى الساعى الى جعل التطبيع أمرا اعتياديا ومقبولا وسط شعوب ترفضه ابتداء ، وقد قال البرهان وهو يغازل الغرب حتما اذا قدمت لى دعوة لزيارة فلسطين المحتلة فإنى سانظر فيها ، وليس هناك مايمنع ابتداء من تلبيتها ، وهو هنا يقول للإسرائيليين وبوضوح ماذا تنتظرون؟ ولماذا تأخرتم فى دعوتى لزيارتكم؟ فأنا جاهز وليس هناك ما يمنعنى من التواصل معكم ، ومن الغريب ان إسرائيل التى تسعى من تلقاء نفسها للتقارب مع العرب واستقلال اى فرصة للتواصل معهم تتجاهل هذه التصريحات الصريحة للبرهان وتسويقه المفضوح لنفسه ، ونعلم كيف ان الصهاينة استفادوا من لقاء البرهان نتنياهو فى أوغندا ، ووظفوه لما يريدون ، وقد قال رئيس وزراء العدو يومها ان الحكومة السودانية سمحت لطائراتهم بالتحليق فى أجواء السودان ، والعبور إلى غرب أفريقيا وامريكا الجنوبية ، الأمر الذى يختصر لهم أربع ساعات طيران وأكثر ، وفى سبيل توظيف الصهاينة خطوة البرهان التطبيعية لصالحهم فان وفودا عسكرية وأمنية من الب تبادلت الزيارات مما ممكن استخبارات العدو من العمل المباشر فى السودان بعد ان كانت تعمل فى الخفاء وبالواسطة وعبر اخرين ، ومع كل هذه التسهيلات التى قدمها البرهان ورهطه للمؤسسة العسكرية والأمنية الصهيونية الا انه كما يبدو شعر بأن مشغليه ربما اعتبروه قد استنفذ أغراضه وخاف ان يرمى ، فعمد إلى هذه الخطوة مسوقا نفسه لعل ذلك يساعده فى الحصول على مايريد خاصة مع الكلام الأخير لمستشار ترامب ومهندس عملية التطبيع فى المنطقة كوشنير الذى قال إن الطلب الوحيد للعسكر ان لا تتم ملاحقتهم
ونقول للبرهان أهذه مصلحة السودان التى تتحدث عنها ياجنرال؟
سليمان منصور