أخبار السودان :
الاستعمار في ثوبه الجديد
افقار الدول وجعلها دوما تحتاج الى الشركات الغربية الكبرى وبالذات الامريكية سياسة عمل لها الغربيون وامريكا على وجه الخصوص ، وقديما عمل الاستعمار على ربط اقتصادات مستعمراته به وحتي بعد خروجه عسكريا ظل يفرض نفوذه السياسي والمالي ، وقد عرف العالم وجها بشعا من اوجه سيطرة الدول الغربية على مستعمراتها التي تحررت شكليا وبقيت تحت النفوذ والسيطرة لمن كانوا يستعمرونها ولن ينسي السودانيون والعراقيون والايرانيون والهنود وغيرهم لن ينسوا سياسة الاستعمار الانجليزي التي هدفت للابقاء عليهم تحت سيطرتها ، ومثلت فرنسا وبلجيكا نماذج سيئة وهي تتعامل مع مستعمراتها في شمال ووسط افريقيا ، ومازالت اقتصادات عدد من الدول الافريقية مرتبطة بفرنسا، هذا غير السرقة المنظمة لموارد هذه الدول التي ماعادت سرا يخفيِ
وفي العصر الحديث ورثت الولايات المتحدة كل مساوئ الاستعمار القديم وقدمت صورة قبيحة لتعامل الدولة العظمي ممثلة في شركاتها مع الدول النامية التي تعيش مرحلة من مراحل الاستعمار قد تكون اسوا من الاستعمار الامني والعسكري الذي عانت منه في القرن التاسع عشر وتمثل أمريكا الان استمرار الاستعمار بوجهه الجديد المتمثل في السيطرة الاقتصادية للشركات الكبرى وسرقتها موارد الدول والعمل على افقارهاِ.
احد كبار الموظفين في شركة كبرى من هذه الشركات التي تحاول السيطرة على اقتصادات الدول كشف في لقاء تلفزيوني عن هذا النشاط الهدام الذي يقومون به ، ومما قاله في هذا الموضوع :
وظيفتي هي التعرف انا وفريقي على الدول التي لديها موارد تحتاجها هذه شركاتنا مثل النفط والمعادن وما الى ذلك ثم نقوم بترتيب قرض ضخم لهذه الدول من البنك الدولي او المنظمات الشبيهة لكن المال لايذهب الى الدول نفسها وانما يذهب الى شركاتنا الأمريكية لبناء مشاريع التنمية والبنية التحتية المهمة كالطرق والجسور ومحطات الكهرباء والموانئ والتي تستفيد منها شركاتنا في الاول بجني فوائد عالية جدا على القروض وارباح كبيرة على تنفيذ المشاريع ثم تأتي في المرتبة الثانية في الاستفادة بعض العوائل المتنفذة في هذه البلدان، لكن المشكلة ان ضمان هذه القروض هو الثروة التي لاتزال في باطن الارض مثل النفط والخطة هي ان ياخذون القروض ثم يسمحون لشركاتنا ان تأتي وتستغل مواردهم وفي هذه الفترة يدفعون فوائد عالية على هذه القروض مما يسبب معاناة كبيرة لمواطني البلد الذين يجب ان تذهب هذه الاموال لتغطية الخدمات التي ينتظرونها في التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية مثلا لكن الاموال تذهب لسداد الفوائد العالية على القروض ، ثم نعود لهم بمسؤولي صندوق النقد الدولي ونقول لهم اذا عجزتم عن سداد عوائد القروض بيعوا نفطكم لشركاتنا باثمان زهيدة
وبدون حدود منظمة بيئيا او اجتماعيا
واسمحوا ببناء قواعد عسكرية امريكية في بلدانكم ، واسمحوا بخصخصة القطاعات العامة في بلدانكم كالصحة والتعليم والمياه ، وافتحوا الباب لمستثمرينا وبيعوها لهم بأسعار رخيصة ، ثم نطلب منهم التصويت معنا في الامم المتحدة ضد كوبا مثلا ، وهو فعلا شكل من اشكال الاستعمار الغير عسكري لكن التهديد العسكري عادة ما يكون واقفا في الخلف ، واذا عجزت الدول عن دفع عوائد القروض فان هذا يكون من دواعي سرورنا وفرحنا لان صندوق النقد الدولي يقوم في هذه الحالة باعادة جدولة القروض وتمكيننا اكثر من البقاء في هذه البلدان والسيطرة عليهاِِ.
سليمان منصور