أخبار السودان :
افارقة ضد الاستعمار…كيمي سيبا نموذجا
سليمان منصور
ناشط أفريقي مناهض للاستعمار الحديث ، وساع لنشر الوعي بين شعوب القارة السمراء ، حتي تنسق جهودها ، وتنظم صفوفها ، وصولا إلي الانعتاق من هيمنة الاستعمار بثوبه الجديد.
انه الشاب المثقف الناشط كيمي سيبا ، المولود فى استراسبورغ الفرنسية في 9 ديسمبر 1981 ، من والدين من دولة بينين ، وقد عرف الرجل بنشاطه المتواصل من أجل موطن أبائه وأفريقيا بشكل عام ، وعلاوة على نشاطه السياسي فهو كاتب راتب فى الصحف الفرنسية ، ونسبة لاهتمامه بافريقيا وتنظيمه العديد من الفعاليات نصرة لبلده فقد تم اختياره كاهم شخصية فى أفريقيا للعام 217 ، من قبل مجلة تهتم باختيار الأشخاص المؤثرين إيجابا في القارة ، وهو يستحق هذا التكريم ، وجدير بالأفارقة خصوصا المهتمين بقضايا التحرر ومناهضة الاستكبار ، ومناصري حركات التحرر بشكل عام ، جدير بهم التعرف علي هذا الشاب إذ إن نشاطه وحراكه فى أفريقيا الناطقة بالفرنسية جعل بقية الأفارقة ومعظم الشباب خارج القارة لايعرفونه.
ومن القضايا التي نشط الرجل في تناولها ، واهتم بدعوة الأفارقة إلى تبنيها ، فك الارتباط بين عملاتهم المحلية والفرنك الفرنسي ، معتبرا ان
هذه القضايا أحدى صور الاستعمار الحديث ، إذ إن فرنسا باصرارها على ربط عملات عدد من الدول الأفريقية بالفرنك الفرنسي إنما تسعي لتحقيق مكاسب متواصلة وفوائد مركبة دون مراعاة لحال الشعوب الاقريقية التى تعاني العديد من المشاكل ، وكان حري بفرنسا ان تقف معها لا ان تمتص خيراتها وتسرق مواردها وتبتعد عنها في ساعات الحاجة إليها.
وتتمثل صور استغلال فرنسا للافارقة
المنضوين تحت سيطرتها الاقتصادية فى الزامهم بإيداع نصف احتياطيات الصرف الخاصة بهم في بنك فرنسا،
وتطلب باريس من الذين ترتبط عملاتهم بالفرنك الفرنسى الحصول على امتياز الوصول إلى المعلومات والمعطيات الميكرو اقتصادية لهم ،
إضافة إلى قائمة الموروثات الاستعمارية المتأصلة في الاتفاقية ، وعلى رأسها تأكيد الدور التجاري لبنك فرنسا ، الذي سيستمر في الطباعة والنقل والضمان ، وهي “الخدمة” التي تتلقى فرنسا مقابلها 41 مليون يورو سنويا ، تدفع مباشرة من قبل البنك المركزي لدول غرب إفريقيا.
وهؤلاء الأفارقة مجبرون على وضع احتياطياتهم النقدية في البنك المركزي الفرنسي
هذه من القضايا التي عمل كيمي سيبا بقوة ونشاط على تسليط الضوء عليها والدعوة الي إلغائها ، وقد قام بتنظيم عدد من المظاهرات في أكثر من دولة وحرق الفرنك الافريقي المربوط بالفرنسي الامر الذى دفع حكومة السنغال إلى طرده من البلد.
وتم القبض على “سيبا”, رئيس المنظمة غير الحكومية (Urgences panafricanistes) ، في منزله من قبل عناصر من فرقة التحقيقات الجنائية, وذلك على خلفية شكوى من البنك المركزي لدول غرب إفريقيا (BCEAO).
وأشارت مصادر مقربة من الناشط السياسي أنه كان ينتظر هذا التوقيف حيث أعلن في اليوم السابق، في رسالة على صفحته في الفيسبوك ، تحت عنوان “الفرنك الأفريقي CFA” أن “البنك المركزي يشتكي بسبب إحراقي للورقة الكولونيالية (الاستعمارية)”.
وفي رسالته, أكّد “كيمي سيبا” أنه كان يعرف أن قيامه “بهذا العمل الرمزي البحت، سيرفع البنك المركزي لدول غرب إفريقيا تحت طلب من البنك الفرنسي، قضية ضدي لسجني. كنت أعرفها و أنا مستعد لدفع هذا الثمن من أعماق قلبي.
التحية لكل مناضل ضد الاستعمار والاستكبار وتحية خاصة للأستاذ كيمي سيبا