اغتيال سليمانى اعتداء على الأمن والسلم الدولي
يتحدث الناس – موافق او مخالف للشخص موضوع حديثنا اليوم – عن الأدوار العسكرية التي قام بها الشهيد
قاسم سليمانى في حياته ، فالرجل منذ صغره والى استشهاده كان جنديا مدافعا عن الفكرة التي أمن بها والمشروع الذي تبناه وعمل له ، لذا كان تناول ادواره العسكرية دوما هو الجانب البارز الذي يعمل كل من له صلة به على الحديث عنه ، وكان هذا أيضا داب كل من رام الحديث عن الشهيد سليماني ، وغالب الناس يغفلون عن أن الرجل مع ادواره العسكرية الواضحة إنما كان داعية سلام كبير واحد العاملين لبسط السلام والامان وما حربه على التكفيريين وعموم الارهابيين الا في سبيل إيقاف تهديدها للامنين في عدة مناطق وبذا يتحقق السلام والامان في المناطق التي يحقق فيها الشهيد سليماني إنتصارا فانتصاره تحقيق السلام وبسط للامن والأمان ، وامريكا بجريمتها البشعة واغتيالها داعية السلام الكبير هذا إنما تضيف إلى جرائمها الكثيرة جريمة كبيرة وخطيرة وهي مساعدة التكفيريين وعموم الإرهابيين بتغييب احد اهم المناوئين لهم والذين ينجحوا في مجابهتهم في اي ساحة يخوض المعركة ضدهم.
شارك الشهيد سليمانى في بدايات حياته العسكرية في الحرب العراقية الإيرانية ، وفيها كان صدام هو المعتدي ، ويعتبر الوقوف بوجهه وقوفا ضد المعتدين ونصرا للمظلومين ، وشارك الشهيد في عمليات مكافحة عصابات المخدرات والتصدى لمهربى السموم عبر بلده من أفغانستان إلى تركيا وأوروبا ، وهذا دور مهم جدا في بسط الأمن ونشر السلام ، وأهم ما اشتهر به الشهيد دوره فى المعارك ضد التكفيريين وعموم الإرهابيين فى بلده او العراق وسوريا ، وكذا المواجهة المباشرة ضد العدو الصهيوني فى حربه على لبنان ، إضافة إلى مواجهة الشهيد للمشروع الأمريكي العدوانى على سوريا ونجاحه مع رفاقه المجاهدين فى افشال هذا المخطط الكبير ، هذه وغيرها مع طابعها العسكرى الواضح جعلت الناس تنظر للشهيد من جانب انه عسكري فقط أو لنقل ان الصفة العسكرية هى الطاغية على شخصيته ، وهو وصف سليم ، لكن لايمكن لاحد يريد التحدث عن شخصية الشهيد سليماني فى ابعادها المختلفة ان يغض الطرف عن بعد هام يندر التطرق اليه وهو ان الشهيد كان داعية سلام ورجل وفاق يسعى لحلول وسط تحظى بقبول الجميع ، ويمكننا فى هذا الصدد الإشارة إلى الدور البارز للشهيد فى الوفاق الأفغانى، وجمعه الفصائل الأفغانية على مابينها من تباينات ،و التقريب بينهم وتذويب كثير من الخلافات التى كانت تحول دون التقائهم والتنسيق بينهم ، لكن جهود الشهيد اوصلتهم إلى اتفاق على تجنيب بلادهم الحرب ونبذ الاقتتال ، وأن يسعوا جميعا إلى الجلوس مع بعض والتفاوض فى تفاصيل القضايا حتى لا تضيع بلدهم بفعل خلافاتهم ، وقد نجح الشهيد فى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الأفغان وصولا إلى التوافق على اخراج بلدهم من الفتنة ، وهذا الدور الكبير يجهله كثير من الناس.
وكما فعل الشهيد فى أفغانستان كذلك فعل فى العراق فهو يتمتع بشبكة علاقة واسعة وممتدة فى هذا البلد وتربطه بكثير من سياسييه علاقات وطيدة ، وقد عمل الشهيد على تضييق الهوة ما أمكن بين العراقيين وشهد له اهل العراق بالدور الكبير فى التمهيد للتفاوض بينهم فى مراحل تكوين التحالفات وتشكيل الحكومات وانه كان حريصا على أن لايترك العراقيون الفرصة للعدو المتربص بهم ليستسثمر فى خلافاتهم وعليهم ان يحلوها ليجنبوا بلدهم المشاكل ، وقد نجح الرجل فى مساعيه وتمكن من تجنيب العراق وافغانستان كثيرا من المحاذير.
أمريكا تقتل احد أبرز دعاة السلام وبذا تكون أمريكا احد اكبر للإرهابيين في العالم.
سليمان منصور