أخبار السودان :
“اسلام التنوير” مشروع فرنسي فاشل
ما المقصود بإسلام التنوير؟
وهل افلحت سلطات ما يوما في فرض تصور معين على الدين محاولة إلزام الناس به وجعله برنامجا لابد أن يطبقوه؟
التجارب تاريخيا وفي الحاضر تشهد بخطأ اي تصرف من هذا النوع ، وتحكم بفشل اي تجربة قامت على هذا الأساس.
ونعرف ان الإسلام يشكل حضورا طاغيا في الغرب ، ويمثل المسلمون الفرنسيون خصوصا الجيل الأول والثاني من أبناء المهاجرين يمثلون نسبة مقدرة في اعداد المسلمين في هذه البلدان ، وهؤلاء لايعتبرون مهاجرين حتي تتحكم فيهم السلطات وتعمل على تاطيرهم او تقييد حراكهم طالما كان وفقا للقانون وملتزما بالضوابط ، لكن الحكومة الفرنسية مثلا تخطئ حينما تحاول فرض رؤية معينة بحسب تصورها هي عن الإسلام او ما تريده هي من المسلمين بحيث ترسم لهم الخطوط التي تريد أن يمضوا عليها محاولة منعهم من بعض حقوقهم كما حدث سابقا في قضية الحجاب مثلا ، او عند التعامل بشكل غير لائق مع احتجاجات المسلمين على عدوان بعض المتطرفين باساءتهم للمقدسات الإسلامية ، وتحضر فى الذهن صورة ارهابيي شارل ايبدو ، او اهانة المصحف الشريف في بعض الدول الأوروبية ، وسعي الحكومة الفرنسية إلى إعتبار الأمر عاديا ، وجعل المسلمين يتعاملون بشكل عادي مع الاستفزازات ضدهم.
الباحث السياسي هاوس سنيغر يرى أن رغبة النظام الفرنسي في فرض ما يسميه “إسلام التنوير” من الأعلى يشير إلى وجود خلل كبير وخطير في التشخيص، وأكد أن التعامل مع ممثلين عن الديانة الإسلامية في فرنسا أمر إيجابي سينجح شريطة عدم إعطاء انطباع للجمعيات والمنظمات الإسلامية أن الدولة تتدخل في شؤونهم الدينية.
وقال سنيغر إن تكليف “منتدى الإسلام في فرنسا” بمهمة ضمان توجه ليبرالي للدين الإسلامي قضية محكوم عليها بالإخفاق، لأن الاتجاه الإسلامي المحافظ في فرنسا حقيقة واقعة، ومن ثم فرغبة البعض في فرض “إسلام تنوير” من أعلى خطأ خطير في التشخيص.
وانتقد الباحث الفرنسي مفهوم “إسلام التنوير” الذي تحدث عنه ماكرون، وقال إنه مصطلح بُني على فكرة غير مدروسة مشتقة من عقلية استعمارية، مذكرا بأحد رواد الفكر الاستعماري الفرنسي روبرت مونتاني (1893-1954) الذي كان قد دعا إلى ما سماه “تطهير الإسلام” من خلال صنع “إسلام لبيرالي متحرر”.
سليمان منصور