اسرائيل على حدودنا الشرقية
فى خضم الصراعات التى تكتنف الأوضاع فى بلادنا ، ومع الوضع المازوم سياسيا وامنيا الذى تعيشه بلادنا ، تكثر تدخلات أجهزة المخابرات العالمية سعيا لإيجاد موطئ قدم لها فى بلد فشل اهله فى تضميد جراحه ولملمة اطرافهم وصولا إلى استقرار يجنبهم التمزق والاحتراب لاسمح الله ، فى هذه الأوضاع الصعبة والظروف الحرجة التى يعانى منها الإقليم ككل وليس السودان فحسب ، تنشط فى هذه الظروف إسرائيل فى الداخل عبر الذين يتواصلون معها فى الملفات الامنية وبالذات الدعم السريع اضافة إلى بعض السياسيين فاقدى البوصلة الذين تحركهم مصالحهم ولايهمهم امر البلد ، هؤلاء السياسيين اضافة الى قادة الدعم السريع لايخفون تنسيقهم مع العدو الصهيونى ، ولكن حديثنا اليوم نريده من زاوية الخطر الذى يمثله تمركز الصهاينة على حدودنا الشرقية ، وسعيهم عبر شركات تعمل فى مجال الاستثمار الزراعى إلى السيطرة بشكل تام على أكثر الاراضى خصوبة ، وهى منطقة الفشقة المتنازع عليها الآن بين السودان واثيوبيا.
وفى اقليم امهرا المجاور لولاية القضارف يوجد صهاينة دخلوا عبر شركات تعمل فى مجال الاستثمار الزراعى بكل مايتعلق به ، وهذه الشركات ليست الا واجهات فى الحقيقة لعمل استخبارى وامنى ، ويركز العدو الصهيونى على العمل عبر هذه الواجهات ابتعادا عن اثارة اى شبهات او حساسيات ، ووصولا إلى ما يبتغيه من السيطرة على اهم المناطق ذات الأثر الإقتصادى المباشر كالاراضى الزراعية الخصبة ، ومصادر المياه والطاقة ، كما هو الحال فى سد النهضة فى إثيوبيا ، ومنابع النيل الأبيض فى منطقة البحيرات العظمى.
وبالعودة إلى موضوع تمركز إسرائيل على حدودنا الشرقية فان هذا الأمر ليس جديدا ، وان كان قد اتخذ طابعا جديا واتضحت معالم الخطورة فيه فى الفترة الأخيرة ، ونعرف انه منذ ألستينيات توجد شركات تجارية إسرائيلية تمول بعض البنوك فى اقليم امهرا لتتولى تنظيم وتمويل المزارعين الاثيوبيين مقابل حصول تلك الشركات على الإنتاج واهمه السمسم وبذرة عباد الشمس والقطن ،
كما أن هناك دعم اسرائيلى لصناعة زيوت البذرة وبعض الصناعات التحويلية الأخرى ، وذلك فى الأراضي الزراعية داخل اثيوبيا فى اقليم امهرا وأهمها منطقة الوالقاييت والتى تعد سهولها امتدادا جغرافيا للفشقة الكبرى ، إلا أنها أصغر منها بكثير ، وهى منطقة نزاع قائم حتى الان بين التقراى والامهرا واحد اسباب الحرب الحالية بين الامهرة والتقراى . وامتد هذا التمويل وشمل نطاق زراعة الاثيوبيين فى الفشقة الصغرى والكبري وجنوب القلابات وباسندة.
وساهمت المنظمات الإسرائيلية فى اقليم امهرا وانشات العشرات من مراكز تطوير المرأة والشباب خاصة فى قوندر بتعليمهم الحرف واكتساب المهارات الخ .
وكان هناك قبل شهر وفد إسرائيلي كبير زار قوندر لتدعيم العلاقات وتوأمة بين قوندر وتل ابيب . يمكن القول أن هناك وجود اسرائيلى كثيف فى امهرا .
هذا الوجود الاسرائيلى المنظم فى إقليم امهرا هو ما نخشاه ويمكن ان يشكل تهديدا كبيرا على أمننا القومى.
سليمان منصور