أخبار السودان :
اسرائيل تقر بعجزها عن خوض حرب طويلة
بعد اكثر من مائة يوم على القصف الجنوني الإسرائيلي على غزة والقتل والتدمير الهائل الذي ظل يمارسه الجيش الإسرائيلي فان ما لا شك فيه ازدياد الأصوات داخل كيان العدو الداعية الى ضرورة ايقاف الحرب والوصول إلى اتفاق مع حماس لانهاء قضية الاسري، وتسعي حكومة نتنياهو الى التوصل الى صيغة تخرج بها من ورطتها الخانقة وتعيد بها ترميم وضعها الهش المهترئ ، لذا تاتي خطوة سحب بعض القوات من غزة تمهيدا لخطوة قادمة تهيئ المجتمع الصهيوني لتقبل النزول عن الشجرة دون تحقيق الاهداف المرسومة من قبل.
ونقرا في الاخبار مايلي :
قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه قرر تسريح 5 ألوية قتالية من غزة. وذكر موقع “والا” العبري أنه وفقا لتطورات القتال في غزة من المتوقع تسريح قوات إضافية خلال الأسبوع المقبل. اما صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، فقالت إن الألوية التي تم تسريحها من غزة ستعود للمساعدة في “إنعاش الاقتصاد الإسرائيلي”.
ومن المعروف ان جيش الاحتلال كان قد سحب في 21 ديسمبر الماضي، لواء “غولاني”، من قطاع غزة “ليلتقط أنفاسه بعد تكبده خسائر فادحة”، وفق ما أورده موقع “والا” الإخباري و”القناة 12″ في كيان الاحتلال.
ولا يحتاج المرء ان يكون خبيرا عسكريا، ليعرف ان مثل هذه القرارات الهامة، التي تتخذ في ذروة العدوان على غزة، والمتزامنة مع التهديدات المستمرة لرئيس وزراء الكيان الاسرائيلي وقادته العسكريين والسياسيين، بمواصلة العدوان حتى تدمير حماس والمقاومة في غزة، تؤكد على حقيقة يعلمها الجميع، وهي ان كيان الاحتلال ، ليس بامكانه ان يخوض حربا طويلة، فمثل هذه الحرب تستنفذ كل طاقاته العسكرية والاقتصادية والنفسية، وقد تدفع به نحو الانهيار.
ان هذه القرارات، هي اعتراف عملي من جانب الاحتلال، بانه لم يعد بمقدوره ان يواصل القتال بنفس الزخم السابق، فالجيش الذي لم يتمكن من تحقيق اي هدف من اهداف عدوانه، رغم كل الدعم الذي تلقاه من الغرب وامريكا، على مدى ثلاثة اشهر، سيدفع اثمانا باهظة، واغلى بكثير، من تسويق انتصارات استعراضية، في حال أصر على مواصلة العدوان، لاسبوع او اسبوعين اخرين.
ويرى العديد من الخبراء، ان العامل الاقتصادي قد يكون احد الاسباب الكامنة وراء مثل هذه القرارات، فجنود الاحتياط الذين تم استدعاءهم للخدمة، هم اكثر من 200 الف جندي، و يمثلون نسبة كبيرة من اليد العاملة التي تحرك اقتصاد الكيان، الامر الذي يكشف بدوره امرا في غاية الاهمية، وهو ان جيش الاحتلال ايقن ان العدوان على غزة لم يكن نزهة، وان القضاء على حماس، هدف بعيد المنال، وانه اخطأ في حساباته، وعليه لم يعد امامه من خيار الا وقف العدوان والانسحاب من غزة مرغما
سليمان منصور