اسرائيل تعيش التهديد الوجودي
لم يعد خافيا على الكثيرين عمق الأزمة التى يعيشها الكيان المؤقت للصهاينة ، والذى يسعى جاهدا ، وعبر منظومة متشابكة من العلاقات فى المحيطين الإقليمى والدولى الى إظهار أنه قوى ومتماسك ، وان ما يتعرض له من هزات مستمرة بفعل مجاهدات الفلسطينيين وعملياتهم النوعية المتكررة ليس إلا عثرات وتنتهى ، ويوظف الكيان المؤقت الجهد والوقت ويستثمر فى السياسة والإعلام وعبر المطبعين والعملاء الماجورين لتكريس واقع يقول إن التعايش بين العرب والإسرائيليين فرضية لا مناص منها ، وأنه يلزم الرضوخ لهذا الفهم والتصدى لكل من يدعو إلى مقاومة إسرائيل وارغمها على الرحيل .
هذا التهديد المتعاظم الذى تعيشه إسرائيل بسبب جهاد المقاومين واتساع دائرة الرفض للكيان المؤقت وسط الامة يوما بعد يوم ، هذا الأمر بقدر ما يقلق العدو ويربكه فإنه يحاول التعاطى معه ومعالجة اثاره السالبة على الداخل الإسرائيلي مع الاقرار بصعوبة ذلك ، لكن ما يجعل الكيان المؤقت يعيش القلق الحقيقى بل التهديد الوجودى هو هشاشة الجبهة الداخلية والرعب الذى اضحى السمة البارزة لحياة قطعان المستوطنين ، حتى أنهم باتوا يتحدثون بشكل مستمر عن خطورة البقاء والعيش فى فلسطين المحتلة ، وارتفعت الأصوات المنادية بضرورة الهجرة العكسية ، واذا فشى فى أوساط المستوطنين هذا الفهم فهى مقدمة انهيار هذا الكيان المؤقت لامحالة .
واذا راجعنا بعض التقارير فإننا نقرأ عن قلق لدى الإسرائيليين إذ أن 40% غير متفائلين بالمستقبل ، و33% فكروا بالهجرة العكسية بحسب ماتقيده مراكز الدراسات فى كيان الاحتلال
وكشف تقرير للصحفي الإسرائيلي نوعام دبير، في صحيفة “إسرائيل هيوم”، “قلق الإسرائيليين من عدة مشكلات تواجه مجتمعهم”، في طليعتها “الشرخ الاجتماعي ، وغلاء المعيشة ، والتهديد الإيراني ، وذلك من خلال استطلاع أجرته حركة “بنيما”، التي تعمل على “حل أزمة الاستقطاب في المجتمع الإسرائيلي”.
وذكر التقرير أنَّ “ثُلث الإسرائيليين يزعمون أن الحكومة لا تقدّم معاملةً مناسبةً للعائلات الثكلى”، موضحاً أنّ “حوالى 35% من الإسرائيليين يشعرون بأنَّ الحكومة لا تقدّم معاملةً مناسبةً لها.
اننا نقول لكل مراقب أن جهود المقاومين وصبرهم ووضوح الرؤية عندهم وإيمانهم بعدالة قضيتهم ويقينهم بأن النصر ات لا محالة ، هذه الأسباب وغيرها تسهم فى بث الرعب فى نفوس الصهاينة المحتلين ، وتشتت شمل قطعان المستوطنين ، وتفكك جبهتهم الهشة المتٱكلة اصلا ، ومن جانب آخر تكشف لنا الايام خطأ رهان العدو على المطبعين ، وتثبت الوقائع على الأرض أن مساعي التطبيع والانبطاح لم تمنح العدو حتى الشعور بالأمان ، فهاهو الجمهور الإسرائيلي يشعر بالرعب ويفكر بالرحيل ، وليت المطبعين يفهمون أنهم ليسوا سوى منافقين اذلاء خونة جبناء وان الامة ككل ليست فقط ستسفط مشاريعهم وانما ستنهى وجودهم قبل الاحتلال وماذلك ببعيد .
سليمان منصور