أخبار السودان :
استمرار الحرب سيدمر الاقتصاد بالكامل
حرب بشعة مازالت تدور في السودان والكثير من الانتهاكات تقع من الطرفين والمواطن المسكين ضحية
استهتار المتحاربين بالقيم وعدم مراعاتهم لسلامة الناس.
والان وقد انقضت تسعة اشهر على هذا القتال العبثي مازالت مليشيا الدعم السريع تحتل منازل المواطنين وتنصب مضادات الطيران وتطلق نيرانها بكثافة في الاحياء وتقصف بشكل عشوائي العديد من المناطق تاشرة الرعب بل الموت في احيان كثيرة دون ان يطرف لها جفن او تهتم بحقوق الناس وامنهم ، هذا فضلا عن سرقة الدعم السريع لممتلكات المواطنين وممارسته العدوان بشكل مستمر على الابرياء ، وفي الجانب الاخر لايلقي الجيش بالا لاحوال الناس ، فطيرانه يقصف ، ولايهمه ان تقع القنابل القاتلة على الابرياء فتدمر بيوتهم ومتاجرهم وتصيبهم بالجراح بل تضع حدا لحياتهم احيانا دون ان يجد الجيش حرجا في ذلك بل حتى لايسمح بانتقاد سلوكه في طغيان غير مقبول واستبداد لايمكن تبريرهِ.
وخلفت الحرب اثنا عشر الف قتيل وفق إحصائية صدرت قبل شهر ونصف من موقع أمريكي يتتبع ضحايا النزاعات المسلحة، كما شردت الحرب في السودان حوالي سبعة مليون ومئتا الف شخص ، بينهم مليون وستمائة الف شخص عبروا الحدود ، ويواجه هذا البلد أكبر أزمة نزوح على مستوى العالم وفقا للأمم المتحدة.
هذا الوضع افرز حالة صعبة يعيشها المواطن المسكين تتمثل في جانب كبير منها في ازمة الغذاء والدواء الطاحنة التي يعاني منها الناس بصورة كبيرة.
ان استمرار هذه الحرب التدميرية سيعمل على زيادة القيمة المادية لخسائر الأصول بحسب شهادة جهات مختصة بما يتسبب في استمرار تدهور الناتج الكلي للاقتصاد، مما يؤدي أيضاً إلى تدهور في القواعد أو البنود الإيرادية كافة للخزينة العامة للدولة، في ظل توقف المساعدات الدولية للحكومة منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021.
وسيترتب على التدهور الاقتصادي والإضعاف المستمر لوتيرة عمل النشاط الإنتاجي بالولايات المتشابكة اقتصادياً ، وما يرتبط بذلك من إضعاف قاعدة مصادر الإيرادات العامة للدولة ووتيرة حجم الصادرات والواردات، ضعفٌ في قوة الإنفاق الحكومي على المجالات الإنتاجية للبلاد؛ بسبب تحوّلها لصالح الإنفاق على المجهود الحربي.
إن الحرب تلتهم في المتوسط نصف مليار دولار يومياً من الجانبين المتحاربين على أقل تقدير،
ان الطرفين يستمران في محاولات الحفاظ على توازن القوة العسكرية ميدانياً لكن ما سيحسم الحرب هو قدرة أي منهما على الاستمرار في التمويل الذاتي لمعاركه ضد الطرف الآخر، في ظل استمرار تقلص مصادر تمويل القواعد الإنتاجية والإنفاقية للمواطنين من مناطق الحرب.
وسيستمر الاقتصاد في التدهور من سيئ إلى أسوأ، إلى أن ينتهي بالتأكيد إلى دماره الكامل، عبر استمرار تغذية الصرف على الصراع، حتى وإن قبِلنا افتراض غياب تمويلات أجنبية للطرفين لاستمرار هذه الحرب».
سليمان منصور