غنى عن القول أن الوفاق مطلب مهم ومسعى نبيل يعمل الكل من أجل الوصول اليه وعبره يمكن تجاوز الاحتقان والخروج بالبلد من وهدتها وتحقيق السلم والامن المجتمعى عبر العمل من الجميع لخلق جو سليم ومعافى.
وفى ظل هذه الظروف التى تمر بها بلادنا ، وادراك الجميع أن اى جهة مطلوب منها التنازل قليلا عن ما تظل تتمسك به ، حتى يصل الكل إلى نقاط يلتقون عليها ، ويتفقون حولها ، وتكون هى الأرضية التى منها ينطلقون ، وعليها يؤسسون خطواتهم القادمة، انطلاقا من هذا الكلام يؤكد الجميع على ضرورة السعى الجاد للوصول إلى وفاق يجنب البلد التشرذم.
ويتحدث الناس هذه الأيام عن مايعرف بمبادرة اهل السودان ، التى وجدت تاييدا من جهات عديدة ، التقت راعى المبادرة ومقترحها الشيخ الطيب الجد الشيخ بدر ، وممن ايدها الحكومة ممثلة فى رئيسها الفريق البرهان ، وباعتباره راس الحكومة وهو المطالب اكثر من غيره ان يمهد الطريق للحوار والوفاق والابتعاد عن اى طريق يتسبب فى زيادة الاحتقان والتوتر ، عليه ان يعمل بجد لتحقيق الوفاق ، وأولى خطوات تمهيد طريق الوفاق إطلاق سراح المعتقلين لكن الغريب ان تواصل السلطات فى استهانتها بالدعوة للوفاق عبر اعتقال المزيد من المحتجين على مايجرى والمعارضين لها ، ونقرا فى الاخبار ان حملة اعتقالات واسعة طالت أعضاء بلجان مقاومة الخرطوم ، وفى تفصيل الخبر نقرأ : شنت الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات واسعة طالت عدداً من الثوار بلجان مقاومة الخرطوم ، وأعلنت تنسيقية لجان مقاومة مدينة الخرطوم عن اعتقال الثائر مصعب سانجو بواسطة السلطات الأمنية فجر الثلاثاء، بينما تحدثت مصادر عن اعتقالات أخرى نفذتها السلطات على الثوار في مناطق متفرقة من الخرطوم. وأكد محامو الطوارئ أنه جرى اعتقال الثائرين مايكل ومصعب سانجو كل بمفرده.
وقالت مقاومة الخرطوم، بحسب بيان صادر الثلاثاء، إن عملية اعتقال (سانجو) جرت بعد أدائه لصلاة الفجر عبر عربة بوكس كانت تقف بالقرب من المسجد. وأضافت بحسب صحيفة الحراك السياسي: ” تم اقتياده لجهة غير معلومة”. وأشارت إلى أن سلطات الانقلاب ما زالت تمارس طغيانها وإفكها في الاعتقالات التعسفية. وأتمت” مصعب مصاب وهو في مرحلة استشفاء، لذلك نحمل السلطات الإنقلابية كامل المسؤولية في حدوث أي مكروه له.. الحرية لكل المعتقلين والخزي والعار لكل المأجورين “.
إلى ذلك حمل محامو الطوارئ السلطات مسئولية سلامة مايكل وسانجو الذي مازال تحت الرعاية الطبية، وأكدوا أن اعتقالهما يندرج تحت جريمتي الاخفاء القسري والحجز غير المشروع ويعرض حياتيهما للخطر. وطالبوا النيابة العامة بإعمال سلطاتها و الكشف عن مكانيهما فورا .
ونقول للشيخ الطيب الجد ومن يؤيد المبادرة ان استمرار الاعتقالات إجهاض لأى جهود تسعى للوفاق وان أردتم نجاح مساعيكم لتجميع اهل السودان فلتوقف السلطات حملة الاعتقالات والا فأنتم تحرثون فى البحر.
سليمان منصور