استح واحترم الناس يا احمد ابراهيم
من الغريب والعجيب ان تصل بالبعض الجرأة ان يعطي نفسه الحق في توجيه انتقادات لاخرين رافضا أفعالا لهم وهو قد ارتكب نفس هذه الأفعال ان لم تكن أفظع منها.
وحقا لم نر جرأة كهذه التي يتصف بها قادة المؤتمر الوطني في السودان ، الذين ينشط بعضهم فى انتقاد السلطة الحالية ، وكانهم قد نسوا او تناسوا ان ثلاثة عقود عجاف عاشها هذا الشعب المكلوم الصابر تحت حكمهم الذي لايمكن قط ان يوصف بالعادل او القريب من العدل والانصاف ، ففي عهدهم الاغبر انتهكت كرامة الإنسان ، ومورس الخداع باكثر من صوره وشكل ، ونهبت موارد السودان ، وباسم الدين كان الحكم يمارس الظلم والقتل والسرقة وانتهاك الحرمات ، وكثير من الموبقات ارتكبت ، ويحدثوننا اليوم وكأنهم مارسوا الحكم الراشد وطبقوا العدل واحترموا القانون ، ونقف على عجالة مع احد رموز الحكم البائد والذين تقلبوا في المناصب إلى أن أصبح الرجل الثانى في الدولة دستوريا برئاسته البرلمان وهو القانوني الذي لم يبتعد عن ممارسة العمل القانوني ويفترض ان يكون كلامه دقيقا وموزونا خاصة إذا أراد الحديث عن الجوانب القانونية في مقارنته بين نظامه والنظام الذي جاءت به الثورة بعد ان أطاحت بحكمهم واسقطت دولتهم وافشلت مشروعهم ، انه مولانا احمد ابراهيم الطاهر الذي مافتئ مرة بعد أخرى يكتب في الإعلام متتقدا هذا الحكم ، ومع اننا نري ان هذه الحكومة قد اخفقت في كثير من القضايا التى حاولت معالجتها ، وأنها لاتمثل الخيار الأفضل للشعب ، ولايستحق بعد ثورته العظيمة هذه ان تديره مثل هذه الحكومة ، ولكن ومع كل ما قلناه تظل حكومة الإنقاذ التي يدافع عنها مولانا احمد ابراهيم الطاهر هي التي صادرت قرار الناس واختيارهم ، وتسلطت عليهم بسرقتها السلطة ليلا ، ويكفي الاستاذ احمد ابراهيم عارا ان تكون جماعته هي التي جزأت الوطن وسفكت دماء اهل السودان هذا غير المظالم الكثيرة التى وقعت على السودانيين فى عهدهم.
في مقالته التي عنونها ب أداء الدولة : مأزق التغيير والحرية. كتب الاستاذ احمد ابراهيم الطاهر في صحيفة الكوابيس كتب مقالا طويلا ينتقد فيه الحكومة الحالية ويتحدث عن حكومته الجائرة ونظامه المستبد ،
وسننقل فقرة او فقرتين من كلامه ونعلق عليها.
قال مولانا الطاهر :
النموذج الذي نبدأ به هو تعامل السلطة السياسية الحاكمة مع موضوع الحرية الشخصية للأفراد ، فالفرد في المجتمع تهمه قبل كل شيء سلامته في نفسه ومن يعول من غائلة السلطان ، فإذا ضمن أمنه الشخصي كان هذا مبعث اطمئنانه وثقته فيمن يحكمه ، كائنا من كان .
ونقول لمولانا اتق الله يارجل ، اما كنت تعرف هذا الكلام وحكومتك تسجن الناس وتصادر ممتلكاتهم وتشرد مئات الموظفين والعمال من وظائفهم وتحيل حياة مئات العوائل إلى جحيم ، وما أظنك تحتاج إلى تذكير بعظيم جرائمكم فاتق الله
وقل ما يمكن أن يقبله الناس ويرونك بقولك هذا تحترمهم.
وقال مولانا
فمن ضمانات كفالة الحريات للأفراد والجماعات ما تعارف عليه البشر في نظم الحكم ، إذ جعلوها قائمة علي قاعدة فصل السلطات وسيادة حكم القانون ، وإقرار نظم المحاسبة ، والالتزام بشفافية القرارات ، وخضوعها للتظلم الدستوري والقضائي ، وتعدد مؤسسات الرقابة والمساءلة علي أعمال الحكومة .
ويتملك الإنسان الأسي حين يدرك أنه لا يوجد ضمان للمواطن في السودان لسلامته من غوائل السلطة علي الرغم من كثرة النصوص الدستورية والقانونية الحاكمة للحقوق والحريات .
وكأنك يااستاذ تحدثنا عن ما لانعرف.
وقال مولانا
ولا أحسب أن الذين ظلوا تحت نير الاعتقال ممن كانوا في قيادة الدولة إلا من أفاضل الناس دينا وخلقا وورعا وأداء للأمانة ، ولا يقدح في ذلك بقاؤهم في السجن ، فهم يعلمون أن السجن قدر من الأقدار يقابلونه بالتسليم والثبات والصبر والعبادة والتلاوة ، بل نحسبهم من اهل الفضل والريادة والرشد ، وأنهم كانوا سادة علي حكام اليوم وما كانوا يعاملون خصومهم بروح الانتقام والتشفي بل بروح التسامح والحوار والتجاوز والعفو مما لا يجهله كثير من خصمائهم . فلئن ذهبت أيام حكمهم فليس هذا مسوغا لإذلالهم وإلحاق الأذي بهم وتعريض حياتهم للخطر والسعي بهم في طريق الموت البطئ بسوء استخدام آليات السلطة ، فالسلطة ظل زائل ، ولو دامت لمن سبق لما وصلت إلي من لحق . ” وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحكيم .”
لاتلزمنا شهادتك هذه في شيئ فالكثير يعرف انهم القتلة الظلمة المجرمون المستبدون المتجاوزون للحق وانت تعلم جيدا ان الشعب بقبوله بقائهم في السجن لا شان لهم آمنوا ام كفروا فهذا امر بينهم وبين ربهم فنرجو ان تسحب الآية الكريمة التي وضعتها في كلامك فليس هذا مكانها.
كانت هذه وقفات مع مولانا احمد ابراهيم والمقال طويل لكننا نكتفي بهذا ونقول له استح واتق الله واحترم الناس يارجل.
سليمان منصور