أخبار السودان :
ادعياء المعرفة..د حيدر ابراهيم نموذجا
كثير من المثقفين والأكاديميين ومن يطرحون انفسهم كتاب رأي وصناع محتوي – في بلادنا وغيرها – يقعون ضحايا ادعاء المعرفة، فينكشف جهلهم ويبين عوارهم وتراهم في كتاباتهم وخطاباتهم بعيدين عن الموضوعية ، وهم يمضون في اداعاءاتهم ظانين انهم على شي وهم في الواقع بعيدون جدا عن الانصاف.
كما قلنا كثيرون من هم على هذه الشاكلة ومنهم الدكتور حيدر على ابراهيم الذي يكثر التنظير متحدثا في ما يعرف وما لا يعرف، متوقعا ان قوله الفصل ، ولن يستطيع احد ان يرد عليه وينتقد كلامه، وهو في الواقع واهم بعيد عن الحقيقة.
نتوقف اليوم مع مقال له متداول لاندرى متى كتبه ونعلق عليه بشي من الاختصار.
كتب د.حيدر إبراهيم علي يقول :
تمثل تجربة حكم الاسلامويين السودانيين فشلا داويا لمشروع حركات الإسلام السياسي بالكامل، اذ قدمت نموذجا لمشروع الاستبداد الشرقي والفساد العالمي متدثرا بالإسلام، مما صعب مهمة اي حركة اخرى من ان تغامر باستلام السلطة في بلدها، فهنا يشار للمثال السوداني بأنه يكفي ليظهر لاي شعب كيف يحكم الاسلاموييون. فقد ادعوا انهم قادمون بمشروع حضاري اسلامي جديد في الحكم والمجتمع والاقتصاد والثقافة ( راجع مقالات التجاني عبدالقادر ومحمد محجوب هارون وحسن مكي في مجلة قراءات سياسية العدد الثالث – صيف 1992م مركز دراسات الاسلام والعالم ) ( وكتاب المشروع الاسلامي السوداني قرءات في الفكر والممارسة- عن معهد البحوث والدراسات الاجتماعية الخرطوم 1995م ).
ونقول للدكتور هب ان ماقلته صحيح فهل خطأ المنفذ والمطبق للبرنامج – وهم هنا الحركة الإسلامية – هل يعني قصور البرنامج؟ وما التلازم بين النظرية والتطبيق؟ واذا تخلى صاحب مشروع عن فكرته وفشل في تطبيقها وانزالها على الواقع فهل يمكن القول ان الفكرة خاطئة وغير قابلة للتطبيق لتقول لنا يا دكتور ان فشل الاسلاميين يعني فشل فكرة الإسلام السياسي والحال ان مرد الفشل اليهم في سلوكهم وتطبيقاتهم ، ونقول للدكتور اين انت من تجربة الثورة الاسلامية في ايران التي تحتفل هذه الأيام بذكراها الخامسة والاربعين وقد بنت دولة عصرية قوية مقتدرة تقارع الإمبريالية والاستكبار وتناصر حركات التحرر ، وفي ايران تتم ممارسة ديموقراطية منتظمة ولايمكن حتي للمكابر ان ينكر ذلك، فهل كنت جاهلا يادكتور بكل ماحدث من تحول كبير في ايران وهي تحكم باسم الاسلام وترفعه شعارا؟ وبالتالى هي إحدى نماذج الحراك السياسي الاسلامي ، فهل يستطيع منصف ان يغفل نجاحاتها وتطورها العلمي والتقني والعسكري؟
ونحن نتفق مع دكتور حيدر في ماذهب اليه من فشل ذريع لتجربة الحركة الإسلامية في السودان وماقادت البلد اليه لكن لانقول ان هذا يعني فشل حركات الاسلام السياسي فهذا بعد عن الانصاف ، ونقول لدكتور حيدر وغيره من ادعياء المعرفة تواضعوا قليلا وانزلوا من ابراجكم العادية يكن بمقدوركم قراءة الاحداث بعين سليمة بعيدا عن الافكار المسبقة.
سليمان منصور