إمبراطورية الفساد كيف نتخلص منها
تحدثنا فى هذه الزاوية من قبل عن البنزين الغير مطابق للمواصفات ، الذى تم توزيعه فى عدد من المحطات ايام العيد ، وتسبب فى أعطال للعديد من السيارات ، وقد أعلن الأمين العام للهيئة السودانية لحماية المستهلك الدكتور ياسر ميرغنى عبد الرحمن أن هناك بلاغا تم فتحه وعلى كل متضرر أن ينضم للبلاغ إذا اراد.
ومع أن المسألة أخذت منحى قانونيا ، وان الناس بلجوئها للقضاء سوف تحفظ حقها وتحمى نفسها ولو جزئيا ، لكن يبدو أن المؤامرة اكبر ، ومن تورط فى الجريمة لايردعه فتح البلاغات ، ولا الحديث عن ضرورة تكاتف الناس لحماية نفسها ، وحفظ حقوقها ، فمافيا الفساد أكبر وأعظم من أن توقفها أو حتى تخيفها مثل هذه الإجراءات.
السيد وزير الطاقة صرح رسميا إن البنزين الغير مطابق للمواصفات ما زال موجودا ، وتصريح الوزير مخفف قليلا ، فالرجل يريد أن يقول إن هذا البنزين ، ومع تضرر الناس منه ، فإنه مازال يرد ، أو على الأقل ما زالت هناك جهات توزعه ، أو تعمل على إعادة توزيعه ، متجاهلة كل ما قيل ويقال فى هذا الصدد ، ولا شك أن هذا فى حد ذاته جرم كبير ، يستوجب الملاحقة الفورية ، والمحاكمة الرادعة ، لكن ضعف الدولة أن لم نقل عدم وجودها اصلا ، وغياب الضمير ، وعدم الخوف من الله تعالى ، جعلت البعض لا يتوانى فى التلاعب والتحايل والالتفاف على القوانين والنظم ، وابعد من ذلك فإن العديد ممن هم فى موقع المسؤولية واتخاذ القرار ، وممن يمكنهم العمل على محاربة الفساد ، لانستبعد أن يكونوا جزء من ماكينة الفساد وحمايته .
يلزم أن ينضم كل متضرر إلى البلاغ الذى حدده الأمين العام للهيئة السودانية لحماية المستهلك الدكتور ياسر ميرغنى عبد الرحمن ، وان لايتهاون الناس فى هذا الموضوع ، وانما يعملوا على التصدى لـ إمبراطورية الفساد الضخمة المتجذرة فى الدولة بكل اسف ، والا فلا فائدة ترجى من أى تحرك أو نداء.
سليمان منصور