إسرائيل تراهن على البرهان
منذ إن التقى البرهان بالمجرم نتنياهو فى أوغندا العام 2020 والرجل دائم الحديث عن مراعاته لمصلحة السودان ، وان اى خطوة يخطوها يكون هذا هو دافعها ، لكن هل حقا مايقوله البرهان؟ وهل تتحقق مصلحة السودان فى التطبيع؟ واذا افترضنا ان ذلك ممكنا فهل هذا امر مبرر؟ الفريق البرهان بادعائه انه يعمل لمصلحة السودان يعلم أنه يكذب ، وان الناس لايصدقونه فى ما يقول ، فمنذ انقلابه المشؤوم فى الخامس والعشرين من اكتوبر 2021 واوضاع البلد تمضى من سيئ إلى أسوأ فى مختلف المجالات سياسيا واقتصاديا وامنيا ، وتضاعفت معاناة الشعب المسكين بفعل السياسات الهوجاء للانقلابيين ورئيسهم.ويعرف البرهان جيدا ان الشارع يرفضه ويرفض الحكم العسكرى بشكل عام ، ويمثل اصراره على الاستمرار فى الحكم تعطيلا للحياة العامة فى البلد ، التى كادت جميع مؤسساتها ان تتوقف ان لم تكن قد توقفت فعلا ، وليس من المقبول ادعاء الفريق البرهان انه يعمل لمصلحة البلد طالما ان القتل استمر وارتفعت وتيرته فى ظل حكمه ، وان البلد تشهد انقساما حادا لم تعرفه فى تاريخها ، وكل هذه السلبيات نتجت عن أفعال البرهان ، الذى يدعى زورا عمله لمصلحة السودان. اما القول بأن التطبيع يحقق مصلحة السودان فهو قول لايمكن القبول به ، والواقع يكذبه ، فهذه تجارب الدول المطبعة لم تجن خيرا من وضع يدها فى يد المجرمين القتلة ، ولو أردنا ذكر نماذج مفصلة لفعلنا ، لكن ومع وضوح الصورة تكفى الإشارة. ونفترض – وافتراض المستحيل ليس مستحيلا – ان التطبيع يحقق مصالح للسودان ، فهل هذا مبرر لنضع ايدينا فى ايدى المجرمين القتلة ؟ ونغض الطرف عن جرائمهم بحق الشعوب العربية فى فلسطين ولبنان وسوريا ومصر والاردن؟ ، إذ حيث ما حل الصهاينة جاء معهم الظلم والعدوان. إن السياسة التى تقوم على رعاية المصالح فقط هى سياسة غير أخلاقية وغير مقبولة ، وهذه كثير من الدول المستكبرة قامت سياستها على رعاية مصالحها فمارست الظلم بحق الاخرين لتحقق مصالحها. إن قيادة العدو الصهيونى تعرف ان الشعب السودانى فى قطاعات كبيرة منه يعارض التطبيع ، ويرفض بشكل قاطع توجه حكومته لإكمال التطبيع ، ويعرف الصهاينة ان اى حكومة منتخبة قد ترفض ما يسعى اليه البرهان لذا يراهن الصهاينة على البرهان ليحقق لهم مايريدون.
سليمان منصور