ميناء أبو عمامة.. أين نحن من نظرية المؤامرة؟
تحدثنا قبل أيام في هذه المساحة عن ما قاله الخبير الاقتصادى الدولى الدكتور التجاني الطيب إبراهيم في حديثه لبرنامج المجلة الاقتصادية بقناة النيل الازرق ، ونفصل هنا قليلا حول ملف هام تطرق له الدكتور وهو موضوع أبو عمامة المقترح على البحر الأحمر.
قال الدكتور ان ملف المؤاني قضية أمن قومي ، ويتم التعامل معه بحذر شديد ، وأضاف : نعلم انه سبق للكونغرس الأمريكى الرفض لشركة موانئ أبوظبي شراء موانئ في أمريكا .
دكتور التجانى حذر من خطورة السماح لشركة أجنبية بإنشاء وادارة أبو عمامة ، واعتبر ان مشاركة مستثمر سودانى في هذا الموضوع لا تقلل من المخاطر ، ونؤمن على ما قاله الدكتور التجانى الطيب ونزيد عليه بالقول ان الإمارات معروفة بسعيها المستمر لإدارة وحتى انشاء موانئ في عدد من المناطق ، وبالتاكيد فان البحر الأحمر يأتى في مقدمة أولوياتها كممر مائى مهم جدا يربط بين الشرق والغرب ، وتطل عليه الكثير من النقاط الملتهبة في الشرق الأوسط وأفريقيا ، ونعلم ان العدو الصهيونى يجتهد لتوسعة سيطرته على البحر الأحمر كأحد اهم الممرات المائية العالمية ما امكن ذلك ، وتمثل الإمارات عبر شركة موانئ ابوظبى ورصيفاتها إحدى اهم اذرع العدو الصهيونى لبسط نفوذه في المنطقة ، الأمر الذى يجعل من حرص الإمارات على انشاء وإدارة الميناء في ظل الغياب التام لحكومة منتخبة تملك حق اصدار قرار فى هذه القضايا المصيرية ، يجعل هذا الأمر كل مساعيها محل تشكيك واستفهام وتساؤل.
ونري إن هذه الخطوة الأماراتية تشكل في نفسها خطرا على بلادنا ، وهذا الذى نقوله لم يقله دكتور التجانى الطيب ، وللرجل تقديراته الخاصة التى على أساسها يحدد ما يقول ، لكننا نؤكد على الخوف من الإمارات ومؤامراتها ، واحدى هذه المؤامرات التى يمكن الإشارة إليها استمرار دبى فى استيراد كميات كبيرة من الذهب السودانى عبر شركات الدعم السريع ، وهو العمل الذى الحق وما زال يلحق اضرارا بالغة بالاقتصاد السودانى ، وقيام هذا الميناء المقترح وفى هذا الظرف الدقيق الذى تمر به بلادنا يدلل على خطورة مانتعرض له من مؤامرات من الإمارات ، سواء باعتبارها اصيلا او وكيلا.
سليمان منصور