أخبار السودان :
لانجعلوا البلد ساحة لصراع الآخرين
ليس خافيا على احد حجم الاطماع لقوى اقليمية ودولية فى بلادنا ، وتصميمها على نيل ما ترغب فيه دون مراعاة لمعاناة الشعب السودانى خصوصا مع توفر جهات فى الداخل من أبناء الوطن على استعداد للتماهى مع الاجنبى إلى أبعد المستويات مساعدة له فى تحقيق ما يصبو اليه ، ووصولا إلى خدمة مصالح هذا المتواطئ مع الخارج طالما ان هذا المسلك يضمن له تحقيق بعض المكاسب وان كان فى ذلك تدمير البلد وزيادة معاناة الناس.
وهذه الحرب اللعينة التى مرت عليها ثلاثة أسابيع واذاقت الناس الويلات ما زال كل طرف مصرا على تأجيجها وصولا الى تحقيق ما يصبو اليه او تنفيذا لرغبات مشغليه الذين لايهمهم حرق السودان والقضاء عليه.
ولايمكن القول أن طرفا من أطراف هذا الصراع برئ من خدمة أهداف الخارج سواء فى ذلك الإقليمى والدولى فالجميع يعملون على خدمة مصالحهم كل من الزاوية التى يقف فيها غير مهتمين بشعبهم وما يعمق ازماته او يحيل الحياة إلى جحيم.
ولا أظن أحدا يفوت عليه الدور التامرى الكبير للامارات على البلد وتوظيفها حميدتى لتفكيك بلادنا وتمزيقها خدمة لخطة قديمة متجددة يحرص عليها الغرب وإسرائيل لتقسيم السودان وتفريقه إلى كانتونات يسهل السيطرة عليها وتوجيهها ومنع هذا البلد من الاستقرار والنهضة وتمثيل دور الريادة فى اكثر من صعيد ، وعلى الطرف الآخر توجد مصر التى لايروق لها حميدتى ولا تقبل بدور إماراتى فى السودان لذا نجدها تلعب على الخط وتقف فى هذه الأزمة مع البرهان ليس حبا فيه وانما بغضا فى حميدتى ورفضا للدور الاماراتى الذى يمثله ، ونفهم فى هذا السياق تصريحات الرئيس السيسى اكثر من مرة إن الازمة فى السودان شان داخلى وينبغى عدم التدخل فيها وترك السودانيين ليصلوا إلى حل وحدهم ، ومصر بهذا الكلام تريد منع الإمارات – ان استطاعت – من التدخل فى الشأن السودانى ولكنها لن تستطيع.
نامل ان يعى السودانيون حجم التامر على بلدهم وبعملوا على ابعاد الآخرين من اتخاذ بلادهم ساحة للصراع وتصفية الحسابات.
سليمان منصور