ميادين المقاومة متعددة فاختر مايناسبك
في هذه الحرب التي تجري لامجال مطلقا للحياد كما قلنا من قبل ، وبحسب تعبير الكاتب الاستاذ فهمي هويدي اما ان تكون مقاوما او صهيونيا ، ويخطئ من يحسب انه وقوفه على التل يجعله سالما امنا ، فإسرائيل التي تمارس العدوان وداعموها الذين لا يخفون وقوفهم معها يعملون على استهداف الجميع ، ويسعون لملاحقة اي متعاطف مع المقاومة وليس فقط أولئك الفاعلين المنخرطين فعلا في العمل المقاوم الذي تتعدد ميادينه وتتوفر الفرص لاى انسان بحسب مقدرته وظرفه ان يجد الميدان المناسب الذي ينطلق من خلاله نصرة للمقاومة ودعمها والوقوف معها والاسهام في هذه المعركة المقدسة التي يتجلى فيها الحق والباطل بوضوح تام وليس هناك أي التباس او غموض يمنع الشخص من اختيار موقعه السليم وأداء تكليفه الشرعي والاخلاقي والإنساني ، ويبقي المخذلون والمنبطحون ورافعو راية الحياد الكذوب يبقون في صف العدو وان ادعو غير ذلك ، إذ يسقط الادعاء ، ويجدون أنفسهم من حيث يعلمون او لايعلمون في صف العدو ، ومن خذل الحق نصر الباطل ، والتحق به ودخل ضمن جماعته منتبها كان او غافلا.
وكما قلنا تتعدد ميادين العمل المقاوم ، وكل يمكن أن يوظف نفسه في المكان المناسب ، وتتفاوت درجات المقاومين بحسب الدور الذي يؤدونه، وفي كل خير ، واقلها واضعفها استشعار العداء لامريكا وإسرائيل وعدم الركون إليهم مطلقا ، وان لاتميل النفس إلى إيجاد اي عذر لهم ، او بالاحري لاتتصالح النفس مع اجرامهم ، وان شعر الإنسان انه غير معني بهذا الأمر فانه اول الوهن ، وهو حالة شيطانية تقود إلى الوقوع في المحذور ، لان التطبيع مع المنكر وعدم انكاره هو نفسه درجة من درجات المنكر ، ويؤدي إلى الخذلان وموت الضمير والعياذ بالله.
ومن ميادين المقاومة ميدان الإعلام و البيان، ويمكن لكثيرين جدا الجهر برايهم واعلان موقفهم من العدوان الإسرائيلي على فلسطين ولبنان وبقية المظلومين ، ولن يصعب على الإنسان أن يوظف حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي لنصرة المقاومين وكشف الإجرام الصهيوني وبيان انحياز الغرب للكيان الغاصب وتقديم مختلف اشكال الدعم للقتلة المجرمين ، ووقوع بعض الأنظمة العربية والمسلمة في رجس التطبيع مع العدو المجرم،
ومن ميادين المقاومة التزام الشخص وعائلته بمقاطعة منتجات الشركات الداعمة لاسرائيل ولفت نظر الناس إلى ضرورة المقاطعة الاقتصادية واهميتها ودورها في هذه المعركة وعموم الصراع مع الباطل، والتركيز باستمرار على هذه المسألة ، لان هناك كثير من الناس وان التزموا بالمقاطعة فان همتهم مع مرور الوقت تضعف وعزيمتهم لاتستمر بنفس القوة ، ويحتاجون إلى من يطرق دوما على الموضوع ليبقيه حاضرا عندهم ، ويستمر تفاعلهم مع المقاطعة والتزامهم بها ، والا فإنهم رويدا رويدا يتساقطون بكل اسف ، وليكن واضحا عندنا جميعا ان اقدام الشخص على شراء اى منتج لشركة داعمة للعدو هو مساهمة في قتل الأبرياء وهو ليس أمرا سهلا ، وان التهاون في هذا الموضوع قد يقود صاحبه إلى ما هو أسوأ لاسمح الله.
وتتعدد ميادين المقاومة كما قلنا ، وفي ماذكرنا في هذه المساحة كنماذج يكفي ، فليختر كل منا ما يناسبه ، مع العلم انه يمكن الجمع بينها ، وهناك حد ادني لابد أن يلتزم به الجميع وهو الرفض القلبي للعدوان وعدم التطبيع معه إضافة إلى مقاطعة منتجات الشركات الداعمة للعدو فهذا امر يجب على الجميع الالتزام به ولايسع احد تركه.
سليمان منصور