أخبار السودان :
دماء اهل ام حميرة تستصرخ الجميع
حادثة بشعة وغير مسبوقة هذه التي شهدتها قرية ام حميرة ريفي مدينة الرهد بولاية شمال كردفان ، اذ اقدمت وحوش بشرية مجردة من اي قيمة ، وتفتقر لادني مستويات الاخلاق ، اقدمت على اقتحام القرية ومحاصرتها ثلاتة ايام ، ثم اشعال النيران في المنازل ، ومطاردة الفارين الهائمين على وجوههم في الفيافي طلبا للنجاة ، ليسجل التاريخ احدي ابشع صور المجازر بحق الامنين العزل الذين لا علاقة لهم باصطفافات الحرب ولاتقاطعات السياسة.
قرابة الثلاثين شهيدا من مختلف الاعمار كانوا نتيجة هذا الهجوم الغادر الذي نفذه مجرمون قتلة قساة بغاة في الارض ينتمون الى قوات الدعم السريع ، وحتى اليوم لم تتضح بالكامل الدوافع لمثل هذا الهجوم البربري الجبان الغير مبرر اطلاقا.
وكغيرها من القرى الوادعة الامنة في ريفنا المترامي الاطراف تقع هذه القرية لكن منذ دخول هؤلاء الاوباش ساحتها وارتكابهم فعلتهم القبيحة التي يندي لها جبين الانسانية ، منذ ذلك اليوم تحولت القرية الي قضية عالمية تحظى باهتمام الجميع ، لكن هل يمكن ان ينال اهل ام حميرة المظلومين انصافا ونحن نتناسى قضيتهم ؟ ونتواني في الكتابة عن مظلمتهم؟ والطرق المستمر عليها وجعلها حاضرة في الاذهان وعلى راس الاجندة في كل لقاء يجمع الحقوقيين ، وان يهتم بهذه القضية السياسيون والاعلاميون واهل الفكر والادب حتى يتم تقديم الجناة الى محاكمات عاجلة ، ويلحق بهم من
يقف في صفهم ويناصرهم ، وان يتوافق الجميع على مناصرة المظلومين والتصدي بحزم وحسم للجناة المجرمين ووضع حد لمثل هذه الجرائم البشعة وحماية البلد من هذه المخاطر التي تحدق بها.
ان قضية مظلومي قرية ام حميرة تستوجب استنفار كل الجهود مناصرة وعونا للمظلوم ، ووقوفا بوجه المستبد الظالم ، حتي ينال عقابه ، ويصبح عبرة لمن تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه المظالم الشنيعة.
ان دماء شهداء قرية ام حميرة ، وانات الجرحى والمظلومين ، وبكاء الثكالي ، ودموع المقهورين، كلها تستصرخنا وتهتف بنا ان هبوا لنصرة المظلوم.
سليمان منصور