انتصار الشهيد قاسم سليماني
لاجل فلسطين ونصرا لها سعي وبذل التضحيات ونجح باعتراف الاعداء قبل الأصدقاء ، وهاهي اسرائيل تعترف انها باتت مطوقة بالصواريخ من عدة جوانب ، وتقر ان هذا الواقع جزء من جهود الشهداء القادة وعلى رأسهم الشهيد سليمانى.
إلى أن ارتقي شهيدا كان موقف الشهيد سليمانى الثابت هو ان بوصلة الأمة ستبقي فلسطين وتحرير القدس ، وقد عمل الشهيد ورفاقه لذلك ، ومضوا على هذا الطريق.
ونعرف ان أمريكا وحلفاؤها راهنوا على تفكيك ساحات المقاومة وزرع الشقاق والخلاف بين جبهات المحور باغتيال الشهداء القادة ، وقد تآمر في هذا الموضوع اعداء كثر لمحور المقاومة ، وسعوا معا لاضعاف المحور ، لكن استشهاد القادة جاء بنتيجة عكسية للاعداء ، فهاهو مشروع المحور ينهار في أكثر من مرحلة من مراحلة ، واكبر انتصار تسجله دماء الشهداء القادة هو العمل على اخراج القوات الأمريكية من غرب اسيا والوصول إلى هذه النتيجة ، وهى ما صمم عليه قادة المحور واعلانهم ان ثمن دماء الشهداء القادة هو اخراج أمريكا من المنطقة ككل ، وقد حدد وأكد ذلك اكبر وابرز قادة المحور وهما السيد على الخامنائي والسيد حسن نصر الله ، ولهذين القائدين الكبيرين رمزية واضحة ، ويحسب العدو لقولهما الف حساب ، ويعلم جيدا أنهما لا يقولان الا ما يجزمان بتحققه ، وقد تحدث القائدان الكبيران اكثر من مرة عن حتمية زوال الكيان الصهيوني ، وان وجوده ليس إلا أمرا مؤقتا ، ويعلم العدو بشكل جيد ان مايقال هنا ليس للاستهلاك السياسي ، او في إطار الحرب النفسية ، وهذه المعالم الواضحة لطبيعة الصراع مع العدو الصهيونى لهي جزء من ثمار استشهاد القادة وبذلهم دماءهم الزكية في سبيل هذه القضية الكبيرة والمهمة.
الحاج قاسم الذي أراد الاعداء ان يغيبوه عن الساحة فيضعفوا المحور هاهو الشهيد حاضر بشكل واضح في تفاصيل الجهاد الفلسطينى فبعد عام تقريبا من اغتيال القادة الشهداء جاءت معركة سيف القدس والتى كانت فلسطينية بامتياز لكن أطراف المحور كلها تحدثت بوضوح عن ان المعركة مع العدو هي معركة الجميع وأنهم جميعا على استعداد للدخول في وقت واحد ، ومع خوف العدو جيشا ومستوطنين وداعميهم من القريبين والبعيدين من صواريخ المقاومة الفلسطينية وهي تدك مراكز لم تطلها من قبل، وفي هذه الأجواء جاءت كلمة المحور الرافض لوجود إسرائيل ويعتبرها وجودا غريبا طارئا لابد من ازالته لتتعافي المنطقة من هذا الداء ، وهذا ما كان وظل يسعي له الشهيد القائد سليمانى ورفاقه ، واليوم والفلسطينيون مع غيرهم من المقاومين يحيون ذكري استشهادهم فان هذا يؤكد ان الشهيد حاضر بل ومنتصر في معركته مع العدو الصهيونى والاستكبار ككل.
وما رايناه من تطور كبير ونوعي ملحوظ في أداء المقاومة الفلسطينية والانتصارات التي تحققت ، وتوجه الشباب الفلسطيني بشكل كبير إلى المقاومة في الضفة الغربية ، والعمليات البطولية لكتيبة جينيين وكتيبة اسود العرين ، وارتقاء شهداء كبار في نابلس وجينين وغزة ، وارتباك إسرائيل وعمليات المقاومة تدك القدس واراضى 48 ، هذه التطورات الكبري التي شهدتها المقاومة في فلسطين لهي احدي علائم انتصار الشهيد سليمانى وقوة موقفه.
وهذه الجماهير الكثيرة جدا التى خرجت تحيي ذكري سليمانى في ايران والعراق ولبنان وسوريا والمخيمات الفلسطينية ، والفعاليات التى أقيمت في العديد من المناطق ، ومشاركة عدد من الاحزاب والهيئات والمنظمات ، إن كل هذا التكريم للشهيد وأحياء ذكراه لهو اعلان للاستمرار في مجابهة الاستكبار العالمى ورفض الظلم والاستبداد وحضور في ساحة محاربة الإرهاب ودعم المستضعفين الذين عمل الشهيد سليمانى لمناصرتهم وهذا دليل واضح على استمرار حضور الشهيد في وجدان الاحرار ، وان شهادته أصبحت وقودا زاد من عنفوان المقاومة ، وساهم في تمتين شجرتها وتقوية عودها ، وهاهم الذين اغتالوه اليوم ومن تعاونوا معهم في هذه الجريمة البشعة هاهم يتلاشون وينزوون ، فمن المشاكل التى تحاصرهم إلى الضعف البين الذي يسيطر عليهم والياس الذي أصابهم وهم يرون ان نتيجة عملهم عكس ما ارادوه ، وان الشهيد سليمانى قد تحول إلى رمز يلتف الاحرار حول ذكراه ، ويستمدوا من سيرته العون لمحاربة اعدائه.
الشهيد يحقق النصر بشهادته ويجمع بينه والشهادة فهنيئا له الحسنيين.
سليمان منصور