اما آن وضع حد لهذا الاحتراب
منذ الاستقلال والسودانيون يعانون من اضطراب سياسى ، ووضع امنى مازوم ، وعدم استقرار الا فى فترات قليلة ، وكانت الفترة الوحيدة التى شهدت فيها البلاد هدوءا وامانا هى فترة توقيع اتفاقية أديس أبابا للسلام عام 1972 ، واستمر السلام سائدا إلى العام 1983 عندما اندلعت الحرب فى الجنوب لتتمدد إلى بقية أجزاء الوطن ، ونرى الأزمات تنشب فى جنوب كردفان وجبال النوبة والنيل الأزرق وشرق السودان ، واضطرب الوضع إلى الدرجة التى أصبحت كل البلد تعيش حالة الحرب ، وجاءت الثورة الشعبية التى أطاحت بالبشير ، وتمنى الناس ان تضع الحرب اوزارها ويتجه الجميع لبناء وطن يسوده السلام والعدل والتعايش السلمى ، ويعمل الجميع وبيد واحدة لتحقيق النهضة وتعويض الكثير مما فاتنا منذ الاستقلال بسبب الاضطراب ونشوب الحرب فى اكثر من جهة ، وفى اوقات مختلفة ، مما جعل من الصعب على الناس تجاوز هذا الوضع الحرج والخروج بالبلد إلى بر الأمان.
ولكن وبكل اسف لم تضع الحرب اوزارها، ولم تهنا كل البلد بالامان المنشود ، إذ ظلت التوترات قائمة فى بعض المناطق ، ومع ان بعض الحركات المسلحة قد وقعت سلاما مع السلطة القائمة نتج عنه هدوء اغلب الساحات لكن الحرب لم تنته فى جبال النوبة وكل أجزاء دارفور وانما بقيت بعص المناطق تشكل بؤرا للتوتر ولا امان من استعار الحرب فيها باى لحظة ، وهذا ما حدث بكل اسف فى الايام الماضية بمنطقة جبال النوبة إذ اعلنت الحركة الشعبية ـ شمال بزعامة عبد العزيز الحلو أسر 9 من جنود الجيش السوداني بعد اشتباكات معها داخل مناطق سيطرتها بولاية جنوب كردفان ، في وقت لم يصدر تعليق فوري من الجيش السوداني حول الحادثة.
وقالت الحركة في بيان، (يوم الثلاثاء) إن الاشتباكات وقعت في العاشر من أغسطس الحالى. وأكدت إنها ظلت تتابع خلال الأسبوعين الماضيين بيانات صادرة باسم إحدى المجموعات الاجتماعية والتي اتهمتها فيها بنهب ثمانين رأسا من الأبقار فى المرحال الشرقى بمنطقة البطحة.
وأضاف البيان “وعلى أساس تلك الاتهامات الباطلة، ظلت تلك المجموعة تدير حملة إعلامية منظمة بإسناد وتدبير من جهات معروفة بعدائها وحقدها للحركة الشعبية ومشروع السودان الجديد”.
وتابع البيان “ظلت تسعى تلك الجهات لتضليل الرأي العام بتصوير الحركة الشعبية وقيادتها على أنها معادية لبعض المجموعات والإثنيات”.
وأوضح البيان، أنه بناء على تلك الحملات، بتاريخ ١٠ أغسطس الحالي، تسللت مجموعة مسلحة من قوات الدفاع الشعبى التابعة للقوات المسلحة، إلى داخل المناطق الواقعة تحت سيطرة الحركة الشعبية (منطقة الدليبة شمال شرق جلد) واشتبكت مع قوات الجيش الشعبي المتمركزة هناك.
وأكد البيان، أن قوات الدفاع الشعبي، تم تنظيمها بقرار من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان تحت مسمى قوات الاحتياط فى أعقاب ثورة ديسمبر، مشيرة إلى أن تسليحها هو نفس تسليح الجيش السوداني، وأنها لا تتحرك إلا بتوجيهات وأوامر مباشرة من وحدتها العسكرية التابعة للقوات المسلحة والمسماة بإدارة الإحتياط.
وفى سياق الخبر نقرا عظ أن الدكتور عبد الله حمدوك قد أجرى اتصالا هاتفيا بالقائد عبد العزيز الحلو متوسطا لإطلاق الاسرى وقد وافق الأخير وتجرى الترتيبات لاكمال الأمر
، وبعد تقديم الشكر لحمدوك لجهوده ومحاولاته علاج هذه القضية فإننا نتساءل اما آن لهذا الاحتراب ان يتوقف؟ والى متى يستمر الصراع بين ابناء الوطن الواحد؟
سليمان منصور