أخبار السودان :
أحداث فرنسا تكشف نفاق الغربيين
مع تواصل الاحتجاجات على قانون رفع سن التقاعد ، وزيادة الاعتقالات التعسفية للصحفيين والمواطنين في فرنسا تتضح كل يوم ازدواجية المعايير لدى الإعلام الغربى المنافق الذى يثور ويقيم الدنيا لأى حركة هنا وهناك ، ويصمت عن تجاوزات كبرى ترتكبها القوات الحكومية الفرنسية ضد المحتجين ، ومع استمرار ارتفاع اعداد المشاركين فيها واتساع دائرتها ، والقمع الممنهج الذى تصر عليه الحكومة فى سلوك لايتسق مطلقا مع المنهج الديموقراطى الذى درجت فرنسا الرسمية والإعلام الغربى عموما على مهاجمة الآخرين للاختلاف معهم حول اى حدث ، مع هذه الأحداث المتصاعدة نرى الإعلام الغربى صامتا لاينبس ببنت شفه.
إن موجة عارمة من الغضب اندلعت وسط الفرنسيين وهم يرون تقاعس الاوروبيين وعموم الغربيين عن مناصرتهم ، وعدم إستنكار ما حدث من عنف مفرط للشرطة التى قابلت الاحتجاجات الشعبية بقسوة مفرطة ، وقد ندد المتظاهرون بإصلاحات ماكرون وزادت اعداد المعترضين عليها ، وكل يوم تنضم قطاعات شعبية واسعة للمحتجين .
ومع تواصل الاحتجاجات في باريس وسواها تم اعتقال عشرات الأشخاص بشكل تعسفي فى خطوات لايمكن أن يقبل بها الشارع الفرنسى المنتفض ، وما آثار حفيظة المحتجين ان الإعلام الغربى ملتزم الصمت ، ولم ينتقد اقدام الحكومة الفرنسية على مقابلة احتجاجهم بالعنف والاعتقال التعسفي لكل من المواطنين والصحفيين حيث تم إطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين وسط اشتباكات ، وذكرت قناة الجزيرة أنه تم اعتقال أكثر من 100 شخص يوم الاثنين في باريس وحدها.
ومع ذلك فالاعلام الغربى يتوارى خجلا إذ لايستطيع تناول الاحداث ، وبذا يحكم على مهنيته بالسقوط التام ، ولن يستطيع الحديث حول هذه القضايا كما تعود ان يسرع إلى تناولها مع كل حدث تشهده منطقتنا.
وهاهو المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحرية تكوين الجمعيات ،
كليمان فول ، يقر بأن الشرطة تستخدم العنف المفرط ضد المتظاهرين ، ومع ذلك لم نشهد انتقادا واضحا فى الإعلام الغربى للسلوك الفرنسى المجافى لكل قواعد العملية الديموقراطية.
انه النفاق الغربى متجليا فى أوضح أشكاله.
سليمان منصور