قراءة في رسالة السيد الخامنائي لطلاب أمريكا -2
وقفنا امس مع فقرات من رسالة السيد الخامنائي إلى الشباب والطلاب الأمريكيين المؤيدين لغزة ، وقبل ذلك تحدثنا عن رسائل سابقة للطلاب الفرنسين وعموم الغربيين بعث بها سماحة السيد الخامنائي يدعوهم إلى التفكير في الإسلام بعيدا عن معايير حكوماتهم ونظراتها المصلحية للأمر ، ونواصل اليوم القراءة التي بدأناها امس في رسالة السيد للطلاب الامريكان.
يقول السيد :
لقد شَرَعتُم بِنضالٍ شريفٍ تَحتَ ضُغوطِ حكومتِكم القاسيةِ، التي تُجاهِرُ بِدفاعِها عن الكيانِ الصهيونيِ الغاصبِ وعديمِ الرَّحمةِ.
هنا يبين السيد تقديره للطلاب وتعظيمه مواقفهم ضد الاستكبار ورفضهم للظلم الذي تمارسه حكوماتهم التي وصفها بالقاسية ، وهذا يجعلهم ينظرون اليه وإلى الإسلام بشكل مختلف فقد كانت الدعايات تصور المسلمين بالإرهابيين والمتخلفين لكن السيد هنا يوضح لهم مدي رحابة الإسلام وتبنيه لقضايا الإنسانية وان المبادئ لاتتجزأ والموقف الصحيح من اي شخص يجب أن ينال التقدير والاحترام حتى وان اختلفنا ثقافيا وعقائديا.
ويقول السيد لطلاب أمريكا :
إنَّ جبهةَ المقاومةِ العظيمةِ تُكافِحُ منذُ سنينَ، في نقطةٍ بَعيدةٍ [عنكُم]، بالإدراكِ نَفسِهِ وبالمشاعرِ ذاتِها التي تعيشونَها الآنَ. والهَدفُ من هذا الكفاحِ هوَ وَقفُ الظّلمِ الفاضِحِ الذي ألحَقَتهُ شبكةٌ إرهابيّةٌ عديمةُ الرّحمةِ تُدعى الصهيونية بالشّعبِ الفلسطينيِّ، مُنذُ أعوامٍ خَلَت، ومارسَت بِحقّهِ أقسى الضُّغوطِ وأنواعِ الاضطهادِ بعدَ أن احتَلّت بِلادَه.
ونلحظ السيد هنا ينقل الكرة إلى ملعبهم ويجعلهم وفقا لمعاييرهم وموازينهم يدينون الصهيونية ويرفضون سلوكها المشين وبالتالى يرون في حكوماتهم المؤيدة لاجرام لإسرائيل حكومات لاترقي إلى إدارة شؤونهم ويسعون عبر الوسائل الديموقراطية إلى تغييرها ، وهنا تبرز حكمة السيد ومقدرته على ادارة الصراع مع اعدائه بنقله إلى ساحاتهم وجعلهم يواجهون شعوبهم وبالتالى يسهم السيد في خلخلة كيانات الاعداء وتفكيك بناءهم ويصب ذلك في الاتجاه العام الهادف إلى تحقيق المقاومة نصرا استراتيجيا ينتج عنه خلخلة اعدائها وتفكيك بناءاتهم.
ويقول السيد في جانب من كلمته للطلاب :
إنَّ فِلسطينَ أرضٌ مستقلّةٌ ذاتُ تاريخٍ عَريقٍ، وَشعبٍ يَجمَعُ المُسلمينَ والمسيحيّينَ واليهودَ. لقد أدخَلَ رَأسماليّو الشبَكَةِ الصَهيونيّةِ بعدَ الحربِ العالميّةِ الأولى، وَبدعمٍ مِنَ الحكومةِ البريطانيّة، عِدَّةَ آلافٍ من الإرهابيّينَ إلى هذهِ الأرضِ على نحوٍ تدريجيٍ، وَهاجَموا مُدُنَها وقُراها، وقَتلوا عشراتِ الآلافِ أو هَجّروهم إلى دولِ الجوارِ، وسَلبوهُمُ البيوتَ والأسواقَ والمزارعَ، ثُمّ أسّسوا في أرضِ فلسطينَ المُغتصبةِ كيانًا يُدعى “إسرائيل”.
يبين السيد لكثير من المخدوعين من الغربيين ممن اضلتهم الدعاية الكاذبة يبين لهم ان الخديعة التي عاشوا فيها طويلا لم تعد تنطلي على احد وهذه مظلومية فلسطين واضحة جدا الان وبسبب جلاء الصورة ووضوح هذه المظلومية إلى حد بعيد خرج الطلاب في الغرب يناصرون غزة ويستنكرون دعم حكوماتهم للعدوان عليها.
سليمان منصور
قراءة في رسالة السيد الخامنائي لطلاب أمريكا 1