يوم القدس صرخة بوجه المستكبرين
من البديهيات التى لا خلاف بين الناس عليها أن نصرة المظلوم عمل تحث عليه الاخلاق والفطرة السليمة قبل أن تدعو له الأديان وتحض عليه ، وعندما يقال إن هذا الأمر من البديهيات يعنى أنه أمر متوافق عليه ، ولا يتصور فيه أو حوله الخلاف قط.
ومن اجلى مظاهر ومصاديق المظلومية فى هذا الزمن ، بل ومنذ أن حدثت هذه المظلومية ، من أوضح المصاديق قضية الشعب الفلسطينى ، الذى احتلت أرضه ، وشرد وطرد منها ، وتجمع الغاصبون من مناطق شتى فى العالم ، وباتوا يمارسون الظلم بكل أنواعه بحق هذا الشعب ، الذى أصبح بلا وطن ، والظالمون المستكبرون يؤيدون الاحتلال ويدعمونه سياسيا واعلاميا واقتصاديا وعسكريا ، ويشرعنون وجوده ، ويحملون الشعب الفلسطينى وكل الاحرار ، يحملونهم قسرا على الرضوخ للأمر الواقع ، والتعامل معه كقدر ثابت لا مفر منه ، ولافكاك عنه ، وها هى مؤتمرات التطبيع ، والدعوات للتواصل مع العدو تنشط ليل نهار ، مجرمة كل من يدعو الى مقاومة المحتلين ودعم المقاومين ، وتستعر المواجهة يوما بعد يوم بين معسكرين ، معسكر الحق والخير والانصاف ، الداعى إلى مقاومة الاحتلال وطرده ، وتمكين الشعب الفلسطينى من تحرير أرضه وأقامة دولته ، والمعسكر الآخر هو معسكر الشر وتكريس الظلم ودعم الاحتلال وبطشه وجبروته ، وارغام اهل الحق على التنازل عن حقهم والقبول بالتعايش مع الظالم المجرم القاتل ، المغتصب للأرض ، المنتهك للحرمات ، المخالف لأبسط قواعد العدل والانصاف والسلم والأمن .
فى هذه الظروف التى يتكالب فيها العالم على المقاومة والمقاومين ، وتسرع بعض الدول الخطى للتطبيع ، وتعمل على خدمة العدو والتآمر على المقاومين الشرفاء ، حتى أن السلطات السعودية ومن فرط تفانيها فى خدمة العدو والتنكيل بالمقاومين لاتكتفى فقط بحبس قادة حماس ومنعهم من جمع التبرعات لدعم المحاصرين فى غزة ، وأنما تضيق ذرعا بشخص رفع يده فى المسجد الحرام يدعو الله سبحانه ويبتهل إليه يسأله أن ينصر الأقصى ، فاعتقل الرجل ، ومن امن على دعائه ، فى سابقة غير معهودة ولامتصورة فى النذالة والضعة والخسة والخيانة ، فى هذه الظروف ينبرى الاحرار ليجهروا بالحق ، ويهتفوا بنصرة الحق الفلسطينى ، ويعلنوا رفضهم لسياسة الخنوع والخضوع والذلة ، ويرفعوا رؤوسهم شامخين مناصرين للأقصى وقضيته العادلة ، غير ابهين بالظالمين المستكبرين.
فى يوم القدس تخرج الجموع الحرة الشريفة صارخة فى وجه المستكبرين ، معلنة أن الحق هو الباقى ، وان الباطل حتما الى زوال واضمحلال .
يوم القدس العالمي الذى أعلنه الامام الخميني فى الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الكريم من كل عام يمثل رسالة للمقاومين أن الاحرار معكم ولن يتركونكم وحدكم فى ساحات النزال ، وهذه الفعالية الشريفة تعتبر صرخة فى وجه المستكبرين الظالمين .
بقلم: سليمان منصور