نشر الرعب مؤامرة غير محمودة العواقب
من البديهيات أن توفير الأمن يقع على رأس اولويات الحكومات ، ويجب عليها أن تسعى لذلك ، وتعمل ليل نهار على ضبط المظهر العام ، وتامين حياة الناس ، والتصدى بحسم وحزم لكل ما من شأنه زعزعة الشعور بالطمأنينة .
ان الحكومات التى تفشل فى فرض هيبة القانون ، ولا تحسم التفلتات ، ويصعب عليها محاربة الجريمة والمجرمين ، هذه الحكومات لا معنى لبقائها قط ، بل الاحرى أن نقول يجب السعى للإطاحة بها وتغييرها إن لم تذهب من تلقاء نفسها .
كثر الحديث مؤخرا عن عصابات تمارس ترويع الناس ، إذ انتشر السطو المسلح ،ةوبات الأمن مفقودا فى كثير من المناطق ، وحتى فى وسط العاصمة ، وبالقرب من مراكز الشرطة ، حيث يفترض أن يسود الامان والاطمئنان ، لا أن يسرح الإجرام والمجرمون ، فى غياب تام للردع ، مما اخاف الناس ، وهم يقرأون أخبارا ، بل يشاهدون أحداثا يتم فيها النهب والسطو وحتى القتل ، والسلطات لا تحرك ساكنا ، واحيانا تنتشر الجريمة فى منطقة واحدة ، ويجد المجرمون حريتهم فيكررون عدوانهم على الأبرياء ، وينشرون الهلع والفزع بين المواطنين ، ولاتتحرك الشرطة على الرغم من إبلاغها بشكل مكرر ، مما يعد تقصيرا كبيرا من الأجهزة الرسمية وربما حتى مشاركة منها فى هذا الجرم بغضها الطرف عن المجرمين ، أو تقاعسها فى أداء واجباتها ، وعلى رأسها حماية الأمن والامان .
ان انتشار ظاهرة العصابات بكثرة ، وممارستها جرائمها باستمرار ، يجعل القول بأن هناك مؤامرة خبيثة تستهدف أمن واستقرار البلد ، هذا القول هو الراجح بكل اسف ، ونتمنى أن يخطئ التحليل الواصل لهذه النتيجة ، لكن الأحداث وطريقة وقوعها ومايصاحبها تعضد هذه الفرضية بكل اسف .
المواطنون وفى إطار محاولاتهم تأمين أنفسهم وحماية عوائلهم ومساكنهم وممتلكاتهم نراهم عمدوا إلى تنظيم أنفسهم والتكاتف لتوفير الحماية ، متجاوزين الشرطة التى لم يعودوا يثقون فيها ، بل يذهب بعضهم إلى اخطر من ذلك ، إذ يتهمونها بغض الطرف عن الجريمة ، إن لم يكونوا قد وصلوا إلى القول بتواطوئها مع المجرمين ، وهذا خطر كبير يتجاوز تهديد العصابات المجرمة لامن الناس إلى تهديد هذا المفهوم – أعنى عدم الثقة فى الشرطة واتهامها بالتواطؤ – تهديده للبلد ككل، والخوف كل الخوف أن يؤدى ذلك إلى تفتيت الوطن لاسمح الله ، فمن ياترى وراء هذه المؤامرة الخبيثة سيئة النتائج غير محمودة العواقب؟.
سليمان منصور