أقامت الجالية السُّودانية في أونتاريو بكندا وبالتعاون والتنسيق مع جامعة تورونتو وجمعية الآثار الأمريكية فرع تورونتو أمس الخميس ندوة بعنوان “إمبراطوريات النوبة القديمة: منظور القرن الحادي والعشرين”، تحدَّثت فيها دكتورة ريتا فريد كبير أمناء المتاحف بمتحف الفنون الجميلة في بوسطون والأستاذة بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية.
قبل بداية الندوة التي أُقيمت في نادي الكٌلية بجامعة تورونتو قدَّمت عدد من الفتيات السُّودانيات عرض فني للتراث النوبي تمَّ فيه استعراض نماذج من الرقص والغناء النوبي نالت استحسان الحضور.
استهل الحديث في الندوة أحمد الطاهر السكرتير الثقافي للجالية السُّودانية في أونتاريو والذي قدَّم دكتورة ريتا فريد التي تحدَّثت عن التراث الثقافي الغني الذي خلَّفته حضارات كرمة وكوش على مدار أكثر من 7500 عام، وشيّدت خلالها الإمبراطوريات النوبية العظيمة وأشارت أن السودان يمتلك أهرامات أكثر من مصر وتماثيل ضخمة للملوك والملكات ومجوهرات ذهبية رائعة وبعض الخزفيات التي تُعتبر الأكثر تطوَّراً وجمالاً في العالم.
وذكرت أنَّ الحضارات السُّودانية تركت آثاراً لا مثيل لها في العالم حيث أشارت إلى تابوت الملك الكوشي “أسبلتا “المنحوت من الجرانيت الأحمر والبالغ وزنه 15 طناً والذي يُعتبر أكبر وأثقل تابوت لملك في العالم.
وأوضحت دكتورة ريتا فريد أنَّه مع هذا الثراء الثقافي، فإنَّ قِلَّة من الناس قد سمعوا عنها، ولا يزال هناك الكثير من الناس يمكنهم التعرُّف على معالمها العديدة من خلال مثل هذه الندوة.
وقدَّمت الندوة لمحة عامة عن النوبة القديمة، وناقشت صداها الحالي في العالم واقترحت كيف يمكن أن تكون المعرفة بهذه الثقافة القديمة مثابة مصدر قوَّة وإلهام للسُّودانيين اليوم.
أٌقيم عقب الندوة حفل العشاء السنوي لجمعية الآثار الأمريكية والذي تمَّ ترتيبه ودعمه بسخاء من قبل العضو التنفيذي والرئيس السابق للجمعية دكتور إيان بيج Ian Begg وحضره أعضاء فرع تورونتو وعدد من أعضاء الجالية السُّودانية.
من جانبه تحدَّث السفير طارق أبوصالح في الحفل مع دكتورة ريتا فريد كبير أمناء المتاحف بمتحف الفنون الجميلة ببوسطون حيثُ شكرها على المُحاضرة القيّمة التي قدَّمتها وعبَّر لها عن تقديره للجهود الكبيرة التي تبذلها للتعريف بالتُراث الثقافي السُّوداني.
وأشار السفير طارق أبوصالح إلى أنَّ الآثار السُّودانية من أهرام ومعابد وقصور ملكية أصبحت في أمس الحاجة للترميم واستخدام الأساليب الحديثة للحفاظ عليها للأجيال القادمة، وناشد دكتورة ريتا فريد حث المؤسسات المهتمة بالحفاظ على الآثار وترميمها لتقديم المُساعدات الفنية للسُّودان ليتمكّن من المحافظة على تراثه الثقافي الفريد الذي يمتد لآلاف السنين.