كتب نبيل غالي عادت الثورة بعد مرور ما يقارب ثلاثة أعوام على رحيل البشير وزُمرته وزمَّاريه.. عادت إلى مربعها رقم واحد وإن شئنا الدقة فلنقل إلى المربع صفر.. والثورة المضادة يشتد عودها يوماً بعد يوم.. والثورة المضادة هذه ليست بأنصار النظام المخلوع فقط.
وإنما هي تضم أيضاً أصحاب الأهواء والمصالح الشخصية و(المستثمرين) في الدم السوداني في جميع أنحاء الوطن.. وشبابنا يبحث عن بناء دولة وطنية حديثة تليق بالسودان والسودانيين.. وأطراف عسكرية ومدنية تحاول الآن (ترميم) نظام الإنقاذ. إذ لم يكن الهدف بالنسبة اليها إسقاطها..
إلا أن أطراف هذه (الصفقة) ما زالوا يستشعرون الخطر من ثوار المقاومة الذين في الشارع… حتى ولو كره بعض المخططين الاستراتيجيين!! الذين أخذوا (الترميم مقاولة).. وأنصار الفوضى يطلقون الشائعات التي ترمي إلى إسقاط الثورة..
إن تكلفة التراجع عن المضي في تحقيق أهداف الثورة.. أفدح مما تتصور الفئات النائمة المتقاعسة.. إن التراجع ليس أقل تكلفة من الاستمرارية..
إن الشعب ما زال يفخر ويتفاخر بجيشه ويعلق عليه الآمال.. لأنه حائط صد التهديدات الداخلية والخارجية.. وهناك من يخططون للوقيعة بين الثوار والجيش.. وذلك بإراقة المزيد من الدماء.. ولكن سيخيب سعي من يخططون لذلك.. لأن تميمة الثوار (سلمية.. سلمية)..
الله سبحانه وتعالى وحده المستعان به على استكمال مسيرة الثورة.. على الرغم من (مسمار جحا).. وعلى الرغم من مناورات الانقضاض والعودة بقوة للقضاء على ما تبقى من وهج الثورة المتمثل في لجان المقاومة.. .
لقد كانت خيوط اللعبة واضحة.. * منذ اقتسام السلطة و(الثروة) في فترتي الحكومة الانتقالية.. وقد نجح الجانب العسكري في إنهاك المدنيين في السلطة، وأدخلهم في دوامة من التفاصيل التي يكمن فيها ألف شيطان!!
ودخلت حكومة حمدوك السابقة في متاهات أشبه بلعبة (السلم والثعبان)!!وتوالت السيناريوهات وكانت جميعها ركيكة تفتقد للخيال.. مثل الحشد الجماهيري (المزيف) أمام القصر الجمهوري..
مستعملين ومترسمين خطى (كتالوج المؤتمر الوطني).. وكانت الفجاجة الممجوجة حينما قالوا إنهم جاءوا لاستكمال أهداف الثورة!! إن ثورة الشباب التي (بدأت) منذ أكتوبر 25 من عام 2021م.. هي بالفعل (الصندوق الأسود) وسيقوم الشباب بفتحه طال الزمن أو قصر..
وحينها سنكتشف من خان الثورة ومن باعها ومن نهبها ومن عقد الصفقات. * ثورة الشباب هذه ستوقظ عقول سياسيينا اللاهية بالجدل العقيم وغير منتبهة للخطر الأكبر.. إنها فرصتهم الأخيرة للابتعاد عن الانتهازية السياسية.. ويكفي ما أضاعوه من فرص، دفع ثمنها شبابنا من أوراحه!!
المصدر: النيلين
short_link:
Copied