رغم صعوبة الحياة المعيشية خرجت موائد رمضان في العديد من الأحياء ولم تتوقف العديد من الأسر عن المشاركة رغم ارتفاع أسعار السلع لمكونات المائدة الرمضائية، واقتصر خروج الموائد ببعض الأحياء على الأسر المقتدرة، حيث تتميز معظمها تقديم وجبة عصيدة وبليلة وعصير كركدية وحلو مر و ليمون وبضعة تمرات ومياه وسلطات.
ويبدأ الناس في تجهيز المكان المخصص سنويا لتناول الإفطار على جانبي الشوارع الرئيسية أو الفرعية أو الميادين العامة، بتنظيفها وتسويرها بقطع من الحجارة الملونة، أو على هيئة مسجد بمحراب للصلاة.
وتعتبر موائد رمضان قيمة تكافلية تعزز التآخي والتآلف والتراحم بين الأهل والجيران الذي يقتسمون زادهم مع بعضهم بعضاً. وعلى الرغم من أنه لايوجد تاريخ محدد لهذه التظاهرة الرمضانية العظمي، لكن الغالبية العظمى من الناس تعتبرها قديمة ورثوها من الأجداد، ونقلها الناس معهم من الأرياف إلى المدن.
وعادة ما يتناول أهل الأرياف طعامهم وشرابهم جماعياً، لطبيعة حياتهم الرعوية والزراعية، لكنهم يتجمعون بشكل أكبر في شهر رمضان، لخصوصية الشهر الكريم..
ويقول حامد حسن “إن الغلاء وعدم توفر التمويل جعلنا لا نتراجع عن عادات الاباء والاجداد التي توارثناها من مئات السنين حينما كنا نقدم مائدة متنوعة من العصيدة والقراصة والعصائر وغيرها من الوجبات والعصائر المتنوعة، ونقوم بإيقاف المارة واصحاب المركبات لتحليل صيامهم”.
وأضاف: “ولكن في السنوات الأخيرة وبسبب موجة الغلاء تناقص عدد الأسر التي تشارك في إخراج موائد رمضان بسبب الغلاء وضيق ذات اليد ولكن رغم ذلك لم نقطع عن هذه العادة ونشارك حتى ولو بالقليل لأن هناك عاملين بالمحلات التجارية والبقالات وعمالة بالأحياء وغيرهم من المارة نسعى لمشاركتهم لنا شهر الرحمة والبركة”، لافتا إلى أن البعض من أصحاب البقالات يصرون على إحضار عصائر أو المشاركة بالخبز والسلطة لإدراكهم صعوبة الحياة المعيشية.
وقالت أم الحسن علي إنها تستعد لشهر رمضان منذ وقت مبكر وتصر على إخراج مائدة رمضان رغم صعوبة الحياة تنفيذا لوصايا والدها وأجدادها. وأضافت “الحمد لله رغم صعوبة الحياة، ولكن ظللنا نجود بالموجود وربنا يقدرنا علي الاستمرار في هذه العادة التي تزيدنا خيرا وإيمانا في بركة هذا الشهر الكريم”. وتقول “إن هناك كثيراً من الأسر توقفت عن المشاركة في موائد رمضان بسبب صعوبة الحياة المعيشية وصار البعض يتناول الوجبة مع أسرته بسبب عدم مقدرته علي المشاركة ولو بالقليل.