في رکن نقاش تحت عنوان :ملیونیات نوفمبر “الردة مستحیلة” و”مدنیاو” قالت صحیفة التغییر الصادرة الیوم 20 نوفمبر:
ارتفعت إلى بارئها أرواح خمسة شهداء في مليونية السبت 13 نوفمبر المخصصة للمناداة بالردة المستحيلة عن شعارات ثورة ديسمبر ورفضاً لما قام به البرهان ممّا سماه تصحيحاً.
وارتفعت أرواح خمسة عشر شهيداً إلى بارئها في مليونية 17 نوفمبر المخصصة لتسليم السيادة للمدنيين حسب ما نصت عليه الوثيقة الدستورية..
شكّكت قيادات الشرطة في وقوع ضحايا بأسباب من منسوبيها وقالت إن الشرطة استخدمت الحد الأدنى المتاح لها قانوناً في تفريق الشغب والتجاوزات، ونتساءل إذن من المسؤول عن اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين؟!..
دعا مالك عقار عضو المجلس السيادي إلى جلوس الفرقاء المدنيين والعسكريين والشباب والإدارات الأهلية إلى طاولة المفاوضات للوصول إلى حلول متوافق عليها بين الأطراف المختلفة وقال إن احتفاظ فرقاء المرحلة كلٌ برأيه بلا تلاقح للأفكار عقّد المشكلة اكثر..
اعتبر الحزب الشيوعي السوداني وأيده في ذلك المحامي نبيل أديب عبد الله، أن إدخال المجلسين الوزراء والسيادي المادتين 79 و80 إلى الوثيقة الدستورية خرقاً لها باعتبار أن الإدخال لا يجوز إلّا للمجلس التشريعي، فهل ما قام به البرهان من تعليق لبعض مواد الوثيقة الدستوري من حقه أن يفعل ذلك..
دوافع البرهان للتغيير:
ثلاثة مواضيع مفصلية حان حينها وساقت البرهان لاستعجال التغيير أولاها بند الترتيبات الأمنية الذي جاء وقته ويشمل دمج وتسريح القوات المسلحة السودانية كما يشمل القوات التابعة لحركات الكفاح المسلح وهو من نصوص اتفاق سلام جوبا للوصول لجيش قومي غير مؤدلج بعقيدة قتالية واحدة هي حماية الوطن والمواطن ولا نذيع سراً إن قلنا إن البرهان قال في تنوير حامية بحري في اكتوبر الماضي أن لا أحد من حقه التدخل في تغيير الجيش إلّا من هو منتخب من الشعب (إذاعة أمدرمان) معنى ذلك أنه لن يسمح بأن تسري الترتيبات الأمنية على الجيش في الفترة الانتقالية..
والأمر الثاني اقتراب موعد تسليم البرهان رئاسة مجلس السيادة للمدنيين وفق الوثيقة الدستورية، أما الأمر الثالث فهو تسليم المطلوبين لمحكمة جنايات لاهاي ثم جاءت مليونيات 21 اكتوبر التي عمت أرجاء السودان مطالبة بالحكم المدني الكامل، وتأتي قبل وبعد ذلك عقدة العسكر المزمنة المتمثلة في فضهم اعتصام القيادة العامة بطريقة وحشية لم تراعِ إلاً ولا ذمةً، وجميع هذه الامور كانت وراء إسراع البرهان لتغيير نظام الحكم من الشراكة للانفراد بالسلطة..