أخبار السودان :
معسكران لا ثالث لهما الكرامة او الذل
من المؤسف القول ان عددا كبيرا من مثقفي الأمة ومتنويريها وقادة الرأي والمجتمع فيها ينأون بأنفسهم عن قضايا الامة المصيرية وينشغلون بأمور أقل ما يمكن أن توصف به انها انصرافية وليست ذات بال ، وهؤلاء الواقفون على التل المتوهمون انهم على الحياد انما يناصرون الباطل بخذلانهم الحق ومن جميل القول في هذا الباب انه ليست هناك منطقة وسطي بين الجنة والنار فاما مع الحق او مع الباطل ، اما مع فلسطين او مع إسرائيل اما مع المقاومة او مع التطبيع.
وبعز وشرف وشموخ يقف المقاومون ومن ساندهم وازرهم واعانهم وتبني رؤيتهم يقفون مرفوعي الهامة وهم يرفعون راية الجهاد ويواجهون العدو الغاصب وانصاره والمصطفين معه من المطبعين الخونة الذين جعلوا بعض
الدول العربية تقفُ متفرِّجةً على مذابح الأطفال، وتدمير قطاع غَزَّة بكافّة أحيائه، وتعجزُ حتّى عن أنْ تُصدرَ بياناً واحداً لمناصرة الشعب الفلسطينيّ الذي يعاني الجوع والخوف وانعدام الغذاء والدواء،وبهذا تكشف زيف الدواعش وغيرهم . وأثبتت المقاومة زيف المدَّعيات الغربية بـ « أنّها تحترمُ حقوق الانسان » فالمجازر التي ارتكبها الكيان الغاصب بمساعدةِ أمريكا وأُوربا لم تتركْ مجالاً للرأي العامّ ، سواء في ذلك شعوب العالم العربيّ أو الإسلاميّ ، أو الغربيّ إلّا أنْ تتعرّفَ بقوّةٍ على الحقيقة الإجراميةِ للحكومات الغربية الدموية ،وهذا ما تؤكّده التظاهراتُ والشعاراتُ التي رفعتها المجتمعاتُ والشعوب في أوروبا وأمريكا فضلا عن المجتمعات العربية والاسلامية ضدّ الاستكبار العالميّ ، فأصبح العالمُ اليوم فريقين : فريقٍ مع العِزَّة ( غَزَّة والمقاومة )، وفريقٍ مع الاستكبار .
ولايمكن ان نغفل عن حقيقة مهمة وهي إنّ الكيانَ الغاصبَ قد تغيَّرتِ المعادلاتُ في داخله وخارجه ،واليوم يبحثُ عن فرصِ البقاء ، والتقاط أنفاسه حتّى يمنع الانهيار والتراجع، وقد تفككت نوعاً مَّا المنظومة الغربية ، واختلفت في طرق معالجة الطوفان ؛ لأنّ الغرب والكيان الصهيونيّ جميعا قد وقفوا عاجزين أمام معجزة المقاومة الإسلامية، فبعد أنْ كانت إسرائيل تعمل على تركيع الأُمَّةِ الإسلامية لتكون مساحتُها من النهر إلى البحر أصبحت اليوم راكعةً أمام قوّة المسلمين الثائرين ، لمنع الانهيار القادم.
ان المعسكرين واضحي المعالم لايمكن الخلط بينهما فمع العزة والشرف والتضحية والبطولة والفداء تجد محور المقاومة وعكسه معسكر التطبيع حيث الذل والخسة والنذالة والامة اليوم أمام معسكرين فاما ان تكون مقاوما داعما للمقاومة او مطبعا تقف إلى جانب الظالم المعتدي المجرم القاتل.
سليمان منصور